الأحد، سبتمبر 02، 2012

حين يكون العكاز عنوان الحياة

إهداء إلى إبنتي الرقمية صاحبة العكاز
خلال اليومين الماضيين تابعت بشكل محدود جدا أولمبياد لندن الخاص وهي مناسبة رياضية تأتي بعد الأولمبياد وهي أولمبياد ذوي الإحتياجات .
لا أعلم إن كنت بكيت فرحا للمشاركين أو حزنا على حالنا.
عرس إنساني راق بكل ما تعنيه الكلمة. 
ألف عكاز ترتقي بإنسانيتنا التي فقدناها
وأكثر ماذهلت لأجله : حجم الحضور في الملاعب 
عرس إنساني : يرتقي به البشر ، نمارس فيه معنى أن تكون إنسانا
عرس يعلمنا كيف نسمو 
عرس يعري جهلنا ويعرينا
عرس يرينا كم أنا صغارا 
وأن راقصة واحدة أهم لدينا من ألف بل ألاف من أبنائنا وبناتنا
طبعا لا تسألوا عن الحضور العربي 
ولا السعودي فهو محدود ومع ذلك يشكرون عليه 
على الرغم من إنجازات أبنائنا السعوديين منذ سنوات وكيف إستقبلناهم 
وكيف تعاملنا معهم بعد أن أخذنا الصور للإعلام وكيف عادوا إلى بيوتهم في سيارات الليموزين على حسابهم 
وكيف عاد بعضهم إلى سقف بيته الذي يئن
عاد إلى أبواب الغرفة المكسورة تقول له لم أتيت ؟ لم ذهبت أصلا : ألم أقل لك أنك ستعود
عاد يحدث أصحابه عن عرس العالم وعن إنجازه وميداليته وهو لا يعلم كيف وأين سينام 
عاد لتجرع ألم النكران 
وكل ذنبه أنه لم لم يكن راقصة ولم يك فنانة بل كان إنسانا ومواطنا.
لا تسألوا ماذا فعلنا لأبنائنا من ذوي الحقوق الخاصة وبناتنا وماذا قدمنا لهم.
إسألوهم كم مرة ذبحناهم وكم من المرات سنذبحهم 
وأسألوا ( الكفار ) ماذا فعلوا لأبنائهم وكيف يعاملونهم.
منذ يومين أحبتي حدثني أحد أصدقائي كيف أوقف سيارته في أمريكا في موقف خاص للمعاقين لمدة ثوان فقط : دفع غرامة لا تقل عن ألفي ريال أو حولها
أما نحن فسنقاضي سيارة المعاق وصاحبها لأن الموقف خاص لمدير الدائرة أو الشركة 
ذكرت سابقا : تجهيز دورة مياه للمعاقين في قطاع حكومي بحاجة إلى مخاطبة الوزير وتوجيه الوزير 
ماذا تنتظرون؟ 
لأن مهندسي المبنى ومدراءه يصرفون المال من بيوت امهاتهم 
والمباني ملك أبائهم 
وليست ملكا لنا ليست ملكا للوطن 
أنظروا إلى أي درجة بلغت سفاهتنا وحقارتنا.
ماذا تنتظرون حين يكون كل منا فرعون.
إذا كانت هذه علاقتنا مع أبنائنا وبناتنا من ذوي الإحتياجات الخاصة ، فما عسانا فاعلون مع الآخرين.
نعم نحن إرهابيون : أرهابيون لأننا نجهل إنسانيتنا.
نعم نحن إرهابيون : حين نرهب كل أبنائنا وبناتنا.
حين نزرع الخوف في قلوبهم.
حين نسألهم لم أتيتم. 
حين نرى أنا من كوكب وهم من كوكب آخر من درجة أخرى .
حين أصبح ذوي الإحتياجات الخاصة مجرد بطاقة وإسم لإستقدام العمالة وبيع التأشيرات
حين أصبح ذوي الإحتياجات الخاصة لا حقوق لهم إلا على الورق وقضية ندندنها في الحانات والملاهي الليلية.
حين أصبح المعاق يخاف نظراتنا .
يخاف من أبيه وأمه.
يخاف من إخوته.
يخاف مجتمع من المفروض أن يكون مجتمعه.
هذا هو الإرهاب.
بأبي أنت وأمي يارسول الله : يامن أمرتنا ووصيتنا على حق الشجر وحق الطريق والرفق بالحيوان. 
بأبي أنت وأمي يارسول الله.
نسينا أبنائنا وبناتنا.
نسينا الرفق بهم.
متى نرى العكاز وجاهة بدلا من تلك الكروش الخارجة عن القانون والمشالح.
متى يكون كل صاحب إحتياجات خاصة رمزا لبيته وأهله ومجتمعه.
متى نتعلم من إصرارهم بدلا من التعلم في الإستراحات والملاهي الليلية.
متى سيكون العكاز أهم لدينا من أجساد الراقصات. 
متى سيكون العكاز هو الرسالة.
لله درك يا بنيتي.
حين قلتي " أنك شعرت بآدميتك حين سافرت خارج الوطن" 
لك قارئي وزائري أهديك مقال سابق ولا تلمني بل أني سأسألك : آه لو كنت بعيرا : كيف البعير له حقوق أكثر من أبنائنا وبناتنا أجيبيني بنيتي : لو كانت المناسبة خاصة بالبعارين والمزايين : ترى كم بعيرا سنرسل وكم ناقة ستركب الطائرة معززة مكرمة.
هو نداء لكل أصحاب السمو والمعالي الوزراء : نتوسل إليكم ضعوا العكاز أمام كل مبنى ومدرسة وشارع : يقول لأبنائنا وبناتنا نحبكم نحبكم نحبكم.
لنقول لهم نحن معكم. 
نقول لهم أنتم الشمعة التي تضئ لنا الطريق وتعلمنا.
عكازكم هو رسالة التقدير ورسالة الحقوق ورسالة المجتمع.
نريد حقوقهم.
أعود إلى الاولمبياد 
لا تنظروا للمشاركين 
انظروا كيف تهتف الجماهير.
هم يهتفون للعكاز 
ونهتف نحن لأجساد الراقصات.

عبدالعزيز الأحمدي
مدونة كتابات


ليست هناك تعليقات: