إحاول جاهدا أن أبتعد عن شخصنة مدونتي أو التمجيد في من أحب أو النيل ممن لا أحب ، إلا أن الواقع يقول أن القلم هو ترجمة باقة أحاسيس الإنسان بكل معطياتها، وكنت قد عشت معاناة القلم مبكرا في حياتي حين حصلت على مجلد وحي الرسالة للزيات رحمه الله فكان يكتب أو يحاول أن يكتب بعيدا عن أي معطيات شخصية ومع ذلك فكل ماتقرأه للزيات تجده ترجمة لأحاسيسة بكل مافيها.
أقول ذلك بعد أن تابعت لقاء الإتجاه المعاكس البارحة 24 يوليو 2012 الرابع من رمضان وسعادتي برؤية أخي الدكتور عبدالله الفواز ليس لأني لم أره منذ مدة طويلة كصديق ولكن سعادتي وشرفي بأنه كان يتحدث بلسان كل دم تمت إراقته في سوريا
سررت لأنه كان بجانب وطنه
بجانب كل أم وكل شيخ
سررت لأنه رفع صوت من فقدوا أصواتهم برصاص القوات الحكومية
سررت لأن رصاصات الجيش العربي السورى لم نعرف كم أسقطت من الإسرائيلين ولكن رأينا كم إغتالت من السوريين الذين دفعوا تكلفة هذه الرصاصات
سررت لأن الفواز كان يتحدث عن دينة وعروبته
سررت لأنه لم يشخصن الأمور
سررت لأنه لم يقل أنا لمرة واحدة
بل كان يقول نحن
كان يتحدث بلسان أرض سوريا
بكل واحاتها
بكل ينبوع مياه عذبة
كان يتحدث عن دماء روت أرض الوطن
كان يتحدث عن الغرسة الدمشقية التي بقيت صامدة ألاف السنوات
كان يتحدث عن شام التاريخ
تعاقب عليها الحكام والدول والدوليات
تعاقب عليها العادلون والظلمة
ولم تسقط الأرض ولم تنضب عيون وجداول الشام
بقيت شامخة كجبالها
غدا سينتصر الحق وينقشع الظلام
ظلام أدمى قلوبنا
ظلام مزق طرقات دمشق
ظلام سقط بدماء الشهداء
الدكتور عبدالله الفواز ، هو ذاك العربي العاشق لعروبته
ومن خلال معرفتي الخاصة جدا في عبدالله
عبدالله مواطن عربي من الطراز النادر
يرى مكة والمدينة والرياض ودمشق وأبوظبي والقاهرة وبغداد وكل شبر عربي وطن له.
لم تثنه ظروفة عن مواصلة علمه
ولم يسقط مع طابور المنتفعين
قال نعم حين كانت واجبة
وقال لا حين كانت واجبة
الرجال هم أولئك النخبة التي لا تتلون والفواز أبيض ناصع البياض حتى أخر قطرة
لم يك ولن يكون إن شاء الله صاحب مطمع
ولا باحث جاه
كان ولا يزال حرا يملك فكره وثوبه ومجده
المجد أحبتي لا يورث
المجد يصنع حتى برسالة حق في وجه الظلم
في شمعة تسقط بعض الظلام
االفواز كان لسان الأحرار
شكرا عبدالله
ليس لمعرفتي بك
ولكن لكل حرف دافعت به عن الأرض
وعن الأمهات واليتامي
شكرا لكل حرف أنصفت به دماء الشهداء
المسألة أكبر من معرفتي بك
المسألة أكبر مني ومنك
المسألة هي الحق والعدل
هي إسكات غربان الجيف الباحثة عن المال
هي إسكات شبيحة الإعلام
هي التخلص من نفايات الإعلام
هؤلاء الباحثون عن المال بدم الشهداء
سيذهبون مع نفاياتهم قريبا
ومهما إرتفعت النفايات فإنها لن تبلغ كعب قدمك
شكرا أبا فواز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق