الأربعاء، يوليو 25، 2012

عبدالله الفواز الشمري والإتجاه المعاكس

إحاول جاهدا أن أبتعد عن شخصنة مدونتي أو التمجيد في من أحب أو النيل ممن لا أحب ، إلا أن الواقع يقول أن القلم هو ترجمة باقة أحاسيس الإنسان بكل معطياتها، وكنت قد عشت معاناة القلم مبكرا في حياتي حين حصلت على مجلد وحي الرسالة للزيات رحمه الله فكان يكتب أو يحاول أن يكتب بعيدا عن أي معطيات شخصية ومع ذلك فكل ماتقرأه للزيات تجده ترجمة لأحاسيسة بكل مافيها.
أقول ذلك بعد أن تابعت لقاء الإتجاه المعاكس البارحة 24 يوليو 2012 الرابع من رمضان وسعادتي برؤية أخي الدكتور عبدالله الفواز ليس لأني لم أره منذ مدة طويلة كصديق ولكن سعادتي وشرفي بأنه كان يتحدث بلسان كل دم تمت إراقته في سوريا 
سررت لأنه كان بجانب وطنه
بجانب كل أم وكل شيخ 
سررت لأنه رفع صوت من فقدوا أصواتهم برصاص القوات الحكومية 
سررت لأن رصاصات الجيش العربي السورى لم نعرف كم أسقطت من الإسرائيلين ولكن رأينا كم إغتالت من السوريين الذين دفعوا تكلفة هذه الرصاصات
سررت لأن الفواز كان يتحدث عن دينة وعروبته 
سررت لأنه لم يشخصن الأمور 
سررت لأنه لم يقل أنا لمرة واحدة 
بل كان يقول نحن 
كان يتحدث بلسان أرض سوريا 
بكل واحاتها 
بكل ينبوع مياه عذبة 
كان يتحدث عن دماء روت أرض الوطن 
كان يتحدث عن الغرسة الدمشقية التي بقيت صامدة ألاف السنوات 
كان يتحدث عن شام التاريخ 
تعاقب عليها الحكام والدول والدوليات 
تعاقب عليها العادلون والظلمة 
ولم تسقط الأرض ولم تنضب عيون وجداول الشام 
بقيت شامخة كجبالها
غدا سينتصر الحق وينقشع الظلام 
ظلام أدمى قلوبنا 
ظلام مزق طرقات دمشق 
ظلام سقط بدماء الشهداء 
الدكتور عبدالله الفواز ، هو ذاك العربي العاشق لعروبته 
ومن خلال معرفتي الخاصة جدا في عبدالله 
عبدالله مواطن عربي من الطراز النادر 
يرى مكة والمدينة والرياض ودمشق وأبوظبي والقاهرة وبغداد وكل شبر عربي وطن له.
لم تثنه ظروفة عن مواصلة علمه 
ولم يسقط مع طابور المنتفعين 
قال نعم حين كانت واجبة 
وقال لا حين كانت واجبة 
الرجال هم أولئك النخبة التي لا تتلون  والفواز أبيض ناصع البياض حتى أخر قطرة 
لم يك ولن يكون إن شاء الله صاحب مطمع 
ولا باحث جاه 
كان ولا يزال حرا يملك فكره وثوبه ومجده 
المجد أحبتي لا يورث 
المجد يصنع حتى برسالة حق في وجه الظلم 
في شمعة تسقط بعض الظلام 
االفواز كان لسان الأحرار 
شكرا عبدالله 
ليس لمعرفتي بك 
ولكن لكل حرف دافعت به عن الأرض 
وعن الأمهات واليتامي 
شكرا لكل حرف أنصفت به دماء الشهداء 
المسألة أكبر من معرفتي بك 
المسألة أكبر مني ومنك 
المسألة هي الحق والعدل 
هي إسكات غربان الجيف الباحثة عن المال 
هي إسكات شبيحة الإعلام 
هي التخلص من نفايات الإعلام 
هؤلاء الباحثون عن المال بدم الشهداء 
سيذهبون مع نفاياتهم قريبا 
ومهما إرتفعت النفايات فإنها لن تبلغ كعب قدمك 
شكرا أبا فواز 

ليست هناك تعليقات: