الأحد، يناير 29، 2012

آه لو كنت بعيرا

لا أعرف في علم البعارين أي شئ ولا في تربيتها ولا في سلوكياتها إلا أنها من المخلوقات التي إستدل بها الخالق سبحانه على عظم خلقة وأختصها بالقول " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت " صدق الله العظيم 
إلا أني من خلال ما أراه في المزايين وغيرها من المناسبات ( البعرانيه ) جعلني أتخيل  لو كنت بعيرا 
لوجدت في حياتي ألاف الأجوبة على كل سؤال 
والإجابات هي تلك الحال الإستثنائية التي يعيشها البعير 
بالأمس فقط نقل إلى خبر عن أحد المواطنين لم يجد له سريرا في العناية المركزة 
ومنذ أشهر إحتاج مواطن أن ينقل جثمان زوجه حين توفاها الله خارج الرياض ليعود بها وأطفاله برفقة أمهم المتوفاة 
ويعيش ملايين المواطنين حلم إمتلاك البيت 
ويعيش ملايين المواطنين معاناة حافز لأنها ليست من الدولة وليست من ولي الأمر بيده الخيرة بل لأنها تصرف لنا من جيب أباء المسؤولين وبيوتهم 
ويقر المواطن الغلبان التلفان العافية بدخله ( إقرار الدخل ) ويحاسب ويغرم ويخصم عليه ولم يقول لنا مسؤولي حافز إن قدموا إقرارا للدخل.
تذكرت البعير وتذكرت إبني منذ عام حين أحمله من مستشفى إلى مستشفى حكومي أقبل هذا وذاك من الجنسيات السعودية والأسيوية وووو ليفكوا الجبس عن رجل إبني التي كسرت 
تذكرت ألاف المشاريع البشرية من أبناء الوطن وبناته من العلماء في كافة المجالات والتي وصل الحال بهم حد الإضطهاد الفكري والإجتماعي
تذكرت كيف أن الوظيفة أضحت حلما 
تذكرت تلك الإسعافات التي إستهل بها معالى وزير الصحة ( يحسب للدكتور الربيعة إيقافها عن العمل والتحقيق بها )  التي لا تنفع لنقل البهائم ووفروها للمواطن 
تذكرت العديد من الهموم التي يعيشها المواطن ويعيشها الملك 
ويأبى بعض من وزرائنا إلا أن نكون أقل حالا ورفاهية من البعارين
ما يحضى به البعير هو حلمي 
سيارة خاصة لنقله 
مستشفى ورعاية طبيه 
ثياب مجانية 
مأكل مجاني 
وإن نفق هذا البعير كلف الناس الملايين ولن أكلف أكثر من مائة أو مئتي ألف ريال كمواطن
للبعارين أن تقول ما تشاء وتفكر في ما تشاء 
لا تيارات فكرية متطرفة أو معتدلة أو تيارات طائفية أو ليبرالية أو علمانية 
بل هي تيار بعاريني واحد 
ينام ويصحو متى ما أراد
يؤتى للبعير بالخدم والحشم دون تكلفة 
وينقل من بلد لآخر دون تكلفة 
يسهر الكثير على راحته 
لن يعيش البعير أي إضطهاد من لبناني أو فرنسي أو أمريكي 
لن يدفع تأمينات إجتماعية لن يستلمها إلا بعد وفاته 
ولن تقطع عنه الكهرباء إن لم يسدد
ولن يجادل مع البنوك والعقاريين كيف سيصرف قرض الخمسمائة ألف
لن يرفع عليه أحد سعر الدواء ولا الغذاء 
ولن يحتاج إلى قائمة من الفتاوي ليغتسل 
يأتونه بالعروس كيفما أراد
يهللون له 
لن يحتاج إلى سائق أو أن يقطع في مدينة كالرياض مئات الكيلومترات لمدارس بعارينه الزغانين 
لن يحتاج إلى لجنة من البعارين لقبول البعرون الزغنن أو البعرونة الزغنونة هنا أو هناك 
لا حاجة أن يستوقفه رجل أمن في الطريق يسأله عن الإسم الثلاثي لأم البعرونة الكبيرة أم البعارين 
ولن  يحتاج إلى بعرنة سجله الإثتماني والدخول فيه مجانا وإيقاف قروضه
ولن يحتاج إلى شركات إتصالات للبعارين تسرق ماله 
لن يحتاج أن يستدين 
ولن يحتاج لأن يكفله أحد أو يكفل أحد 
ولن تحتاج البعرونة الكبيرة الصرف على أدوات الزينة 
بل ولن تقلقه بطلباتها 
ولن يحتاج ولن ولن يحتاج فقط لأنه بعير 
كم أنت محظوظ أيها البعير 
وآه ثم آه لو كنت بعيرا 
يقال أنه خلال المزايين يذبح مئات من الخرفان 
ذبحنا الوطن والمواطن  ألف مرة فلم نغضب على ذبح حفنة من الخرفان 
اللهم أدم علينا نعمتك ويسر لنا أن نشكر نعمتك لا أن نبذرها بين البعارين 
عبدالعزيز الأحمدي
مدونة بعارين المستقبل - مدونة كتابات البعارينيه 

ليست هناك تعليقات: