الاثنين، فبراير 14، 2011

الإعاقة الحركية : تعليق أكبر من مدونتي وأكبر مني

وردني هذا التعليق على مقال الإعاقة الحركية السابق وأقدمه لكم دون أي تعديل أو إضافة وأورد رأي بعد نهاية التعليق.
يقول التعليق:  
" أخيرااا وجدت من يتكلم بروح المواطنة والإحساس المشترك 
سيدي الفاضل:
بفضل من الله أنا معاقة حركيا أستخدم العكاز والكرسي المتحرك في المشاوير البعيدة 
وكنت في رحلة إلى دبي 
يا الله ما أجمل إحساسي هناك
شعرت بآدميتي وأنني مقدرة في دولة عربية 
كنت أتحرك أنا وأهلي بكل حرية إلى أي مكان دون أن أشعر بأنني حجر عثر في طريق حريتهم 
أصر أخي أن أركب المترو : تصدق أن للمعاقين حركيا أماكن خاصة 
تخيل أنهم عندما رأوني على كرسي متحرك قادمة قدموا إلي مسرعين وسهلوا لي الدخول بكرامة رغم الطوابير الممتدة فمشيت رافعة رأسي بكبرياء وشموخ 
الله أكبر
يا سيدي الفاضل
لم أترك مول لم أذهب إليه وكل مول يرحب بي : كيف ذلك؟
لقد يسروا لي كل الإمكانات لدرجة أن العاملة في دورة المياه ( أكرمك الله وزوارك ) مدربة على التعامل مع من هم في مثل حالتي بالإضافة إلى وجود دورة مياه مخصصة نظيفة لا يسمح لإستخدامها من قبل المتطفلين
سيدي أنت تحلم ..وأنا أتخيل ..
أن يغير الله ن حال إلى حال في مملكة الإنسانية 
وإسمح لي أن أقف لك متكأة على عكازتي الجميلة إحتراما وتقديرا..
أختكم 
أميرة بذاتي "   إنتهى 

ما قرأت يا إبنتي وأختى أجمل وأبلغ وأنبل وأصدق مما كتبت في تعليقك 
وأستوقفتني كل الكلمات إنتهاءا " بعكازتي الجميلة " 
ودعيني أشاركك وزوار مدونتي : لم أجد في حياتي تقديرا أعز وأجمل وأكبر من وقوفك متكأة على عكازتك الجميلة فإن كان من وسام : هذا أغلى وسام تلقيته في حياتي 
فشكرا لك أميرة وكل الورد المفقود هذي الأيام لك ولعكازتك الجميلة 
ذكرتني الطعن وكنت ناسيا: 
خلال العيد الفطر الماضي وفي أول أيامه تعرض إبني أحمد ( صاحب الصورة في ملف التعريف للمدونة ) إلى حادث بسيط مما دعا إلى ( تجبيسه ) من القدم إلى الحوض لكسر في الساق ولكم أن تتخيلوا المعاناة خلال شهرين في حمله وإطعامه وووووو .
ولكم أن تتخيلوا معاناتي في حمله داخل أكبر المستشفيات : أكثر من مستشفى ونحن بحاجة إلى ( واسطة ونفوذ ) لكي نستقبل بكرسي متحرك أو نحصل عليه 
ولا حديث عن مواقف سيارات الإعاقة : وهذا واقعة : في أحد أكبر المستشفيات في الرياض وقفت في أحد هذه المواقف كي أدخل المريض إلى العلاج وهو أحمد : جائني رجل الأمن ولسان حاله يقول : دحدر يبو سعد : قلت في داخلي ليس مهما قد يكونوا بحاجة إلى الموقف لمن هم بحاجته أكثر مني وكان الوقت صيفا المهم 
رميت ( حمولتي ) إبني أحمد على قارعة كرسي الإنتظار المتسخ خارج المبنى ولا أبالغ أن المواقف تبعد أكثر من ثلاثمائة متر واخوكم تلفان العافية ومنتهى : المهم عدت لأجد أنهم دحدروني لأن المواقف تحجز لأصحاب عيال عم خالة رجال الأمن ومدراء المستشفى وجيرانهم ولقيت أحد ما من كوكب ما يقف في الموقف الذي طردت منه ومعي معاق حركيا.
لله درك يا أميرة 
وسؤالي الأهم يا أميرة : هل نحن بحاجة لأن نسافر خارج أرضنا ليجد أبنائنا من ذوي الإعاقة الحركية التقدير؟ 
كما قلت في مقالي السابق : نحن نريد حقوق الإعاقة الحركية لا التعاطف والشرهات 
صدقيني يا أميرة ولعكازتك الجميلة سأبلغ الرسالة وهذا ما أستطيع.


  

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

أخي الفاضل..
ردا على سؤالك (هل نحن بحاجة لأن نسافر خارج أرضنا ليجد أبنائنا من ذوي الإعاقة الحركية التقدير؟ )

لااا وألف لااا نحن لسنا بحاجة للسفر خارج الوطن لنشعر بالتقدير .. بل نحن بحاجة للسفر لنشعر بأدميتنا فقط ..
لا حول ولا قوة إلا بالله.


ساصدق وعدك سيدي ..ولكن صدقني لن أقف هذه المرة متكأة على عكازتي الجميلة تقديرا لك .. بل سأرفعها عاليا احتراما وتقديرا وثق لن أقع على الأرض ..لطالما الذي أمامي انسان.

أختكم
أميرة بذاتي

أبو سعد يقول...

لك الله يا بنيتي
لو كان لي عالم لأخترت عكازتيك الجميلتين وبينهما نخلة
العكازتين تعني لي الحياة والإصرار والإيمان
أما النخلة فتعرفين من هي : أليس كذلك
دمتي نخلة شامخة في اهلك
وفي وطنك
كوني لنا النخلة
علمتني يا بنيتي بعكازتيك ما لم يعلمنيه الحكماء
كم نحن بحاجة إلى ألف منها
تعلمنا الوقوف أيتها النخلة
تعلمنا كيف نمد هامتنا وبصرنا إلى السماء
كوني لنا النخلة
اللهم هذي أمتك إبنة أمتك، فإجعلها اللهم خيرا لنفسها وخيرا لعبادك
حماك الله يا بنيتي
لم تتركي لي حرفا يكتب يا بنيتي
وكل إباء تعلمته وأعرفه بحاجة إلى ألف عكاز وعكاز ليقف أمامك
بسم الله عليك ما شاء الله
أبو سعد

أميرة بذاتي يقول...

أخي الفاضل أبو سعد
عجزت أن أصيغ مفردات الشكر والتقدير
ولكن لن يعجز لساني بإذن الله أن يدعو لك
دمت طيبا مباركا ..