ماأشبه الليلة بالبارحة وهذا المثل ينطبق على لائحة النشر الإلكتروني التي أصدرتها وزارة الثقافة والإعلام مؤخرا والتي لا أعلم سببا لها سوى أنها إبراء للذمة أمام المسؤولين ( كبار المسؤولين في الدولة ) من قبل الوزارة على الرغم من شجاعة وزيرنا الأديب معالي الدكتور خوجة كذلك الأخ الأستاذ الكريم عبدالرحمن الهزاع ولمن لا يعلم فإن الكريم الأستاذ الهزاع كان لسنوات مديرا للأخبار في التلفزيون السعودي وهذي مهمة لا أود ولا من أعرف أن يورط نفسه فيها لحساسيتها خاصة أنه تولاها في أوقات حساسة جدا.
وعلى الرغم من تشرفي بلقائه وأختلافي أوإتفاقي معه أثناء تشرفي بقيادة مشروع الإنترنت في وزارة الثقافة إلا أني أجد مع كامل تقديري للوزارة بأن مسألة لائحة النشر الإلكتروني مسألة منقرضه وللمعلومية فإن ( شيبان ) النشر الإلكتروني وأدعي أني أحدهم وقد تعلمته وإستقيته من ( جامعة ) شركة النظم العربيه ( وجامعة ) مركز المعلومات في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كذلك بعض الزملاء ممن تزوجوا مؤخرا وأول حرف من إسمه الأخ العزيز أبو صالح الأستاذ ناصر الصرامي يذكرون تماما أنه وبمجرد دخول الإنترنت للسعودية غام 1999 صدرت لائحة ليست ببعيدة عن اللائحة التي صدرت مؤخرا مع الإختلاف طبعا في القيود ( والتوجيه ) والحوافز وغيرها، وأستعير من الإعلامي القدير يحي الزهراني إسمه لأطبقه على اللائحتين عام 1999 و 2011 وأردد المثل المديني القائل : نموت ونحيا في حبك يا يحيا
ولما كانت الوزارات لدينا أو في المنطقة العربيه بشكل عام تأخذ من سيئات بعضها فقد أصدرت لجنة ما في وزارة التجارة تنظيما للتجارة الإلكترونية وهم في ذلك الوقت لا يعلمون أن لا دخل لأي وزارة تجارة في المريخ في أي مواطن مريخي ( نسبة إلى المريخ وليس لعائلة الشاعر المبدع خالد المريخي ) لو أراد تقديم تجارة إلكترونية.
وفي تلك الفترة كنا نقول أن الإنترنت حديثة العهد في المملكة وخبراتنا محدودة أما الآن وقد رأى العالم كيف أن الإنترنت نجحت في الإطاحة في حكومات عربيه وأن طلاب الإبتدائية تجاوزوا مرحلة الإنترنت والبلاك بيري ، أجد أنه من الصعب ( بلع هذه اللائحة ) لأنه ليس من المناسب أن نفكر فيها فما بالكم بأن نصدرها لألاف الأسباب وكنت أنتظر أن يكون لدينا سبب لنصدرها وكان المحور الرئيس لحديث الأستاذ الهزاع هو ( الأمن )
والحقيقة أن أستبحنا فكرنا وفكر من سبقونا ومن سيخلفونا بإسم الأمن وهو نفس السبب الذي أبقانا سنوات قبل تعميم الهاتف النقال للمواطنين ( طبعا أقصد فيه عامة المواطنين ) وهو نفس السبب الذي أبقى الإنترنت سنوات حبيسة البيروقراطيه وهو نفس السبب الذي سيبقينا تفكيرنا ومعه نحن في الدرك الأسفل لقائمة المجتمعات.
كذلك أفاد الأستاذ الهزاع أن ذلك يشمل المواقع ذات الخادمات المستضيفة في السعودية ( hosting server ) والواقع يقول أنك إن كنت بحاجة إلى إستضافة فلا تستضف في أي خادمات في المنطقة بشكل عام والأفضل هو أمريكا ، المهم هو طالما موقعك خارج البلد ( حط رجلك ياولد)
والأدهى من ذلك هو أنه بالإمكان الحصول على رخصة أو موافقة أو ( مباركه ) أو ( شرهة) أو ( لامانع ) أو فتوى لموقع ما سواء كان صحيفة إلكترونيه أو غيرها وقد نكون أول دولة في العالم تصدر هذه الرخص وضحكت كثيرا حين رأيت عبارة ( مرخص لها من قبل وزارة الثقافة والإعلام ) على أحد مواقع الصحف الإلكترونيه وبصراحة أن الوزارة ورطتنا وورطت نفسها فعلى نفس القياس أطالب جوجل المحلية بالحصول على هذه الرخصة ( google.sa ) وعلى الوزارة مطالبتها بالرخصة
فلو كان الأمر تنظيما أقول أن الإنترنت تستوعب هذه الفوضى وهذه متعتها فيها الغث والسمين والطيب والخبيث ولكل إختياره وإن كانت رقابة فأقول شكرا للوزارة لأنها بحاجة إلى توظيف كافة العاطلين عن العمل للعمل كمراقبين ولا أعتقد أن العدد سيفى بالغرض وبالتالي ستحل الوزارة مسألة البطالة للخمسين عاما القادمة.
أما قضية الناحية الأمنية أو التجاوزات والتشهير وغيرها فلو كان الكاتب معروفا أو الموقع معروف ملكيته وتحمل مسؤليته باب المحاكم مفتوح والشرطة والمنطق يقول أن من يريد إيصال رسالة سيئة عنا أو عن أي شخص او تجاوزات فهو يستطيع ذلك من خلال أي إسم وهمي من جهاز غير معروف وهنالك قوانين للتتبع ( نظم إلكترونيه ) وهنالك أيضا ألاف الوسائل للتمويه المؤكد 100%
فإذا أرادت الوزارة بكل ما لها من تقدير ومحبة النظر إلى الإنترنت أدعوا إستاذنا وأديبنا ومفكرنا الوزير وزملائه أخواننا في الوزارة للنظر للمقومات التاليه:
- خلال سنوات سيكون مزود الإنترنت خارجيا وليس داخليا كذلك مزود خدمة الهاتف النقال ( global operator and provider ) وطبعا سنفقد كافة الوسائل بنسبة 100% للتحكم أو المنع أو الترخيص فماذا أعدت وستعد لنا الوزاره كما أن الإذاعة والتلفزيون عبر الإنترنت لايكلف الكثير ورفع الملفات على مواقع الفيديو مثل يوتيوب وغيرها مفتوح ويزداد توسعا ويتقدم تقنيا
- طبعا سيكون إرسال وإستقبال المحتوى عال جدا وبسعات عاليه مما سيسمح بالمحتوى الثلاثي الأبعاد الإفتراضي
- برمجيات التشفير وتطورها لن تسمح بالرقابة إلا بعد خراب مالطه يعني ممكن أرسل رسالة إلى صديقي في المريخ مشفرة ويقوم بنشرها على الإنترنت أو على البلاك بيري وأخواته إضافة إلى الوسائط أو اليوتيوب الفضائي وهو قادم قادم لا محالة.
يامعالي وزيرنا الموقر وزملائنا وأحبتنا في وزارة الثقافة والإعلام الموقرة :
نحن بحاجة إلى فكركم ينير طريقنا بإستيعاب متغيرات العصر وإنكم محل ثقة وغيرتكم على دينكم ووطنكم محل تقدير ونحن معكم لا ضدكم، نعينكم ولا نعين عليكم ، وإن إحسنتم فهذا عهدنا بكم ومطمعنا وإن إخطأتم فإجتهاد نحسبه لكم ولستم بالكاملين ولا نحن كذلك وكل رجائنا بالغ الرجاء
أن تزرعوا فينا وفي أبنائنا محبة ديننا ووطننا وحكومتنا وأهلينا
عبدالعزيز الأحمدي
مدونة كتابات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق