الخميس، سبتمبر 08، 2011

9/11 بعد عشرة أعوام

في ذلك اليوم قتل آلاف الأبرياء 
وقتلت كل مقومات الإنسانية 
إنتصر فيها الشر على الخير 
شر المؤامرة وشر السياسة 
سواء كان بن لادن من قتلهم أو قتلهم الحكومة الأمريكية فإن ذلك لا يعيد كل تلك الأرواح التي أزهقت بدون ذنب 
لأكثر من عشر سنوات عاثت الحكومة الأمريكية بالأرض فسادا 
إحتلت الدول 
قتلت شعوبها 
خربت الديار 
دمرت  أفغانسان والعراق 
في العراق كان حاكم جائر إلا أن ذلك لا ينفى وجود النظام 
وتعلمنا من الأمريكيين أنفسهم أن النظام السيئ أفضل من عدم وجود النظام 
بعد عشر سنوات من تدمير إقتصاد العالم وأولهم الإقتصاد الأمريكي قال لنا الأمريكيون أنهم قتلوا بن لادن بين عشية وضحاها ودفنوه في البحر 
بن لادن كما يدعون فجر ودمر برجي التجارة ودمر الأمريكيون مقابلها دولتين بكل مقدراتها 
وهذ الذي دمروا العالم بإسمه وأقصد بن لادن صنعوا لنا قصة قتله ودفنه بالبحر 
نهاية لا تبتعد كثيرا عن نهايات سبونج بوب في كل حلقة من حلقاته 
هذا الصيد الثمين ينتهي بهذه البساطة بل ولن يستفاد منه إنتخابيا 
لو قبضت الحكومة الأمريكية على قطة هاربة أو كلب ضال لكان شعارا إنتخابيا 
وكانت البطولة للأمريكيين أشبة بنزول آرمسترونج على سطح القمر 
ولكن غلب التواضع عند النصر على الحكومة الأمريكية حين ظفروا ببن لادن
من حقهم أن يقولوا ما يشاءون ومن حقنا أن نصدق أو نكذب 
تحاول أمريكا أن تقنع العالم بحكمتهم وديمقراطيتهم ونظامهم 
ومنذ 9/11 زاد تكذيب أمريكا 
ورأى العالم أن أمريكا هي فقاعة الحكمة والديموقراطية والنظام 
من فجر برجي التجارة 
هل كان بن لادن أم هنالك بن لادن أمريكي American UBL  
القاعدة هي الفزاعة التي دمرت أمريكا بسببها العالم وقد ذكرت ذلك في مقال سابق 
وبالنسبة لنا في المنطقة العربية نحن بين المطرقة الأمريكية وسندانها 
نحن ضحية وجود إسرائيل وثرواتنا 
ورعت وتبنت أمريكا العديد من الأنظمة الدكتاتوريه  والإجرامية بدءا صدام حسن وإنتهاءا بالقذافي على حساب الشعوب لخدمة مصالحها وتأمين إسرائيل وإستقرارها 
والواقع أنه لا شأن للأمريكي بكل ذلك 
إنما هم عرابوا السلاح والإقتصاد والساسة الأمريكيون 
والجهل لديهم بلغ مداه  فهم لا يقرأون ولن يقرأو ا التاريخ
فالحكام والأنظمة زائلة مهما كبرت 
وتعيش المجتمعات في أوطانها مهما كانت آلامها وغربتها 
فحكم ونظام الإتحاد السوفيتي السابق الذي إتسم بالحديد والنار لم يصمد لأكثر من 70 عاما 
والمشكلة الرئيسة والأساسية هي حجم الكراهية لأمريكا الذي يزداد يوما بعد يوم والسبب بسيط بالناسبة 
أمريكا ظلمت الشعوب وحاولت أن تقنعهم بأنها النموذج وأنها العدل 
والواقع كان غير ذلك 
نعم أمريكا تستطيع أن تحكم العالم 
تحكمه بعدلها لا بسياستها وأدوار البطولة التي تدعيها والتي لا نراها إلا في هوليود 
أمريكا بحاجة إلى أن تكون مع الشعوب من خلال العدل 
لا من خلال تسويق الديمقراطية باليد اليمنى  والسلاح في اليسرى 
أمريكا وإن فرضت نفسها على الأنظمة لن تستطيع أن تفرض نفسها على الشعوب 
المشكلة ليست في الكراهية 
لأن الكراهية كما هو الحب مكون إنساني 
المشكلة هي ما ينتج عن هذه الكراهية من سلوك نظرا لإختلاف سلوكيات البشر 
هذا ليس قبولا أو تبرير لأي فعل إجرامي كتفجير برجي التجارة 
لأن دم الإنسان هو دم الإنسان 
إنما أقول أن تفجير البرجين وسقوط ألاف الضحايا ما هوإلا  أحد محطات السياسة الأمريكية 
القاعدة وبن لادن هم جزء من السياسة الأمريكية 
القاعدة وبن لادن هم العدو الذي كانت أمريكا بحاجة إلى صناعته 
أما الأبرياء الذين سقطوا هم أيضا  بعضا من  ضحايا سياسة أمريكا 
أمريكا ليست بحاجة أن تحدثنا عن العدل هي بحاجة أن تعيش مع العالم بعدل وتحكم العالم به 
جريمة 9/11 لم تقتل الأمريكيين وحسب 
بل أنها قتلت كل مقومات الإنسانية 
9/11 هو تلك الذكرى المؤلمة ليست لأمريكا فقط بل للعالم أجمع
نشارك الأمريكيين حزنهم ومصابهم 
فهل يشاركنا الأمريكيون أحزاننا لكل من قتل في العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا 
العالم بحاجة إلى أمريكا 
أمريكا العادلة 
وليست أمريكا بوش ورفاقه من كاوبوي السلاح 
العالم بحاجة إلى نماذج الأمريكيين الحقيقيين مثل أوبرا وغيرها لا رامسفيلد وبوش 
كما نطالب الأمريكيين بالتفريق بين الإسلام وما يرتكبه بعض من من المسلمين علينا أن نفرق بين الحكومة الأمريكية وبين المواطن الأمريكي 
يقولون أن العالم لم يعد كما كان قبل 9/11 
نعم لن يعود 
ولكن لا بد أن نذكر أن في 9/11 كان هنالك جورج بوش الإبن 
وأفضل ما قدمه بوش في حياته كرئيس كان قراءة قصة العنزة في الوقت الذي سقطت فيه البرجين 
بن لادن كان جزءا من الجريمة لا الجريمة كلها 
ضحايا أميركا في 9/11 هم إمتداد لإغتيال كينيدي وجريمة تيموثي مكفاي
كيف لنا أن نتألم لكل ضحايا برجي التجارة ولا نتألم لكل الجنود الأمريكيين الذين قضوا في العراق وأفغانستان 
كيف لا نتألم لكل ضحايا الحرب الذين قتلوا في العراق وأفغانستان 
كل هؤلاء ضحايا السياسة الأمريكيه 
حين يكذب الساسة الأمريكيين نصدقهم 
وحين نصدق يكذبنا الأمريكييون 
كل العزاء لذوى الضحايا في 9/11 
ولا عزاء لمئات الألوف في العراق وأفغانستان 


عبدالعزيز الأحمدي 
مدونة كتابات 




ليست هناك تعليقات: