اليوم وافق الحادي عشر من سبتمبر وهو يمثل الذكرى العاشرة ولن أعيد ما كتبت في القسم الأول من هذا المقال إلا أن حادثا غير العالم لابد أن يفرض نفسه وبالتالي يفرض ملايين الأسئلة مني أنا ومن هم مثلي من عامة الناس ومن المنطق إختلاق الإجابات عليها.
وأجد أن مشكلة العالم كله بإستثناء أمريكا لا بد له أن يقتنع بالقوة القهرية لوجهة نظر أمريكا في حادثة الحادي عشر من سبتمبر، وسواء كانت وجهة النظر الأمريكية صحيحة أم خاطئة فلا يحق لنا حتى التشكيك بها
لست بحاجة إلى الوصول إلى درجة النفاق بإعادة مشاركة الأمريكيين مصابهم والجريمة التي أرتكبت بحقهم
نعم سقطت كل مبادئ الإنسانية لدى من نفذ الإعتداء
نعم نشارك أهل الضحايا مصابهم ولا نستطيع وصف العمل إلا أن نقول أنه عمل إجرامي مطلق في تاريخ البشرية ومجرمون بحق الإنسانية من إرتكبوه : لأكون واضحا لا يمكن تبرير هذا العمل تحت أي ظرف أو مكان او زمان.
ولعقلاء الأمريكيين نقول ها أنتم عرفتم الألم
فكيف عساكم أن تشاركوا كل المستضعفين في الأرض الذين عانوا من الحكومة الأمريكيه ولقيطتها إسرائيل
ما ذنب كل أطفال ونساء ومواطني أفغانستان والعراق
ما ذنب كل الذين عانوا جراء دعم أمريكا لنظم دكتاتورية في العراق وليبيا وسوريا طيلة العقود الماضيه
لما علينا وعلى العالم أجمع أن يدفع الفواتير الأمريكيه ومنها:
الغضب الأمريكي كما حصل في سبتمبر 11
الشراء الجبري للأسلحة وتشغيل عرابي السلاح الأمريكي ومصالحهم
النفوذ الأمريكي من خلال قواعد أمريكا العسكرية المنتشرة في العالم
الرعاية الأمريكية لإسرائيل
فاتورة الإقتصاد الأمريكي
لما علينا أن ندفع فاتورة جهل أمريكا وغطرستها وعسكر أمريكا
قلت في المقال السابق نعم نريد أمريكا
أمريكا العادلة
نريد أمريكا تساهم في بناء المجتمعات والشعوب لا الأنظمة والقواعد العسكري والفوضى التي تزرعها هنا وهناك
نريد من أمريكا أن تنظر للمواطن العربي والهندي والياباني والأوربي والأمريكي بنفس المقياس
لا يمكن أن تصنع أمريكا مقياسين للإنسانية : هذا لها والآخر للآخرين
نريد المواطن الأمريكي المغلوب على أمره أن يحاسب الساسة على مفاسدهم وجرائمهم خارج أمريكا
كل المنجزات الأمريكيه التي أعترف أني من أشد المعجبين في أمريكا وإنجازاتها هي التي تقودنا وتقود الإنسانية نحو الأفضل
من غير المقبول ان تحاسب أمريكا العالم كله على جريمة الحادي عشر من سبتمبر ولا أحد يحاسبها على الأقل على تدميرها العراق وأفغانستان بالكامل
إن فقاعة القاعدة ولا أحد ينكر يوجودها إلا أن تصوير القاعدة بهذ النفوذ وهذا الشكل هو أمر فيه قولان ويحتمل العديد من وجهات النظر فمن الملاحظ أن أخبار إغتيال أحد زعماء القاعدة أصبح جزءا من الإعلام وكأن القاعدة وتعدادها تنافس الصين وأن هذا الفكر المتطور تقنيا لدى القاعدة أمر مشكوك فيه بل ويكذبه الأمريكيين أنفسهم في طريقة إغتيال زعيم القاعدة ومما رأيناه من الخبر الذي قدمته أمريكا بطريقة إغتياله تجد أن زعيم القاعدة الذي دوخ العالم عشر سنوات يعيش بشكل بسيط ويفتقر الحد الأدني من هذه القوة والفكر والإمكانات التي يقولون عنها.
بل وأقول أن المختصين من المحللين والعرب منهم فقط يتجاوز عددهم عدد أفراد القاعدة ومن الغريب والملفت للنظر أن بيانات ونشاطات القاعدة كانت تتزامن مع بعض الأطروحات الأمريكيه كما حصل وتفجيرات مدريد وغيرها وكلما أراد الأمريكيين شيئا فوجئنا ببيان من القاعدة بل وأؤكد أن البيت الأبيض لو أراد تغيير طباخ الرئيس لحشروا أنف القاعدة فيه.
ومن الصدف أيضا إرتباط كل المصائب العالمية بالجمهوريين
ولعل حكمة القرار الأمريكي ليست بعيدة عن قدرة نائب الرئيس الأسبق ديك شيني على التصويب بل وأن القدرات الإستخباراتيه الداخليه والخارجيه لم تخبر أمريكا عن الحادي عشرمن سبتمبر وفي نفس الوقت نجد أن مجموعة من المراهقين تداولوا نبأ تفجير في مركز التجارة العالمي على خدمة أوديجو والتي صرحت الشركة وأقرت بذلك ونشرتها في حينها هاآرتز الإسرائيلية وللمعلومية فقط فإن أوديجو مملوكة لإسرائليين أو أمريكان ذو علاقة يهودية بل وأن أحد مسؤليهم كان مسؤولا في التلفزيون الإسرائيلي
كتبت هذا المقال بالمناسبة وحفظته كمسودة لأراجعه لاحقا وأنا أنشره اليوم الموافق 14 سبتمبر وخلال اليومين الماضيين تداول الإعلام أخبار إمكانية إعتراض أمريكا وإستخدامها الفيتو لإعلان الدولة الفلسطينيه وإذا ما تدخلت أمريكا فعلا ضد هذا المشروع فإن أمريكا تعلن لملايين الفلسطينيين حول العالم أنها مع الباطل وتدعو كل الفلسطينيين ليكونوا بن لادن
فإذا ما أخذنا إفتراضيا لا سمح الله تبني أي فلسطيني فكر القاعدة أو بن لادن : تقول أمريكا أن حماس متطرفة وتنهج فكر القاعدة وإذا ما سلمنا بذلك فماذا قدمت أمريكا لمنظمة التحرير أو للفلسطينيين عامة خارج حماس غير دعم إسرائيل بشكل مطلق لقتل الفلسطينيين
إذا أرادت أمريكا أن تكون عادلة وبعيدة عن صناعة أعدائها لا بد لها أن تتخلى عن سياستها الدكتاتوريه خارج الأراضي الأمريكيه وأن تترك للشعوب أن تحدد مصيرها بما في ذلك الفلسطينيين والإسرائيليين
دم الأبرياء في الحادي عشر من سبتمبر لا يختلف كثيرا عن دم الأبرياء في حادثة لوكربي فماذا كان ثمن سكوت الحكومة الأمريكيه للتنازل وتغفر للعقيد الهارب معمر القذافي
إذا كانت الحكومة الأمريكيه تقبل المساومة على دم الأمريكيين مقابل المصالح فعليها ألا تتشدق بدم ضحايا برجي التجارة وأن تخلع الحكومة ثوب الحزن المصطنع الذي ترتديه طالما أن هنالك تسويات
كيف للقضاء الأمريكي أن يحكم بالإعدام على تيموثي مكفاي ويعفو عن الفذافي
كيف للحكومة الأمريكيه أن تعاقب الفلسطينيين وتكافئ إسرائيل
إذا كانت أمريكا قدمت للعالم النموذج الصناعي والتقني وقدمت للإنسانية ملايين الحلول في كافة المجالات وأحترم كل إنجازات أمريكا ألا أنني لا بد أن نقول للأمريكيين أنهم تفردوا أيضا في صناعة أعدائهم وصناعة السفاحين ممن هم على شاكلة القذافي وبيجن ونتناياهو وشارون
يقولون أن بن لادن قتل ورموه في البحر كما أراد عبدالناصر أن يرمي الإسرائليين في البحر ولكن لم يقولوا لنا كيف نحمي العالم من من صناعة من هم بفكر بن لادن
وكيف تتحدث أمريكا لنا عن الديمقراطية والعدل وهي واقفة على أجساد ضحاياها في كل مكان في فلسطين والعراق وأفغانستان بل وتحت أنقاض برجي التجارة
كل العزاء للأمريكيين
وكل العزاء لضحايا السياسة الأمريكيه
إسألوا جورج بوش كم قتل بن لادن وكم قتل بوش من الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان
كان بن لادن يقتل الأمريكيين وبوش يقرأ قصة المعزة والصورة المرفقة هي لجورج بوش بعد دقائق من تبلغه نبأ التفجير
عبدالعزيز الأحمدي
مدونة كتابات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق