قدمت في المقال الأول كتابات من هنا وهناك أحاول أن أرمز فيها أو أشير إلى أهمية المشاريع والشركات الصغيرة والناشئه كذلك إحتضان الأبحاث والباحثين ولم تك كل المقالة إلا مقدمة لمجموعة من المقالات قد لا تعني الكثير للبعض أو أنه لا أهمية لها إلا أنها قد تعني شيئا للبعض الآخر اليوم أو غدا أو بعد سنوات لأنها لا تخاطب البيروقراطية أو التفكير التقليدي بل أنها طرح متمرد لبعض من تجاربنا أو تجارب الآخرين.
وتوقفت في المقال السابق عند توجهات الصناعة The Industry Trends وهذا المصطلح ليس مقصورا على نشاط معين بل هو عنصر أساسي في كل نواحي الحياة.
نفتقد كثيرا في المنطقة العربية بشكل عام دراسة سلوكيات الأفراد وترجمتها وتحليل تأثيرها الإقتصادي وغيره من التأثيرات والمتغيرات وقد تطرقت سابقا إلى طفرة الأطفال في أمريكا وإنعكاس ذلك على إقتصادها ونحن بكل بساطة لا علاقة لنا بالغد إلا ما يهمنا من إرتباطات إجتماعية أو أحلام نسهر الليل كله نخطط لها وننام النهار عن تنفيذها لنعود في الليل ونحلم بها من جديد.
التوجهات أو الإستشراف ليس قراءة للحظ أو رمي الحجر والمواظبة على العرافين : إنها علم وعلم قائم منذ الأزل يأتنا من علماء وباحثي الإجتماع وعلم النفس ومراكز الأبحاث في كافة المجالات.
خسرت سوني هيبتها في سوق الوسائط المحموله ( أجهزة الصوت مثل ووكمان وغيرها ) ولم تقرأ الغد إلا بعد خراب مالطه كما يقال بعد أن إبتلعت شركات وعلى رأسها ماكنتوش بتقديمها أجهزة مثل الآيبود وغيرها من المنتجات وحين أرادت سوني اللحاق بالركب وكان إسمها وإرتباطها بأجهزة الصوت للأفراد طي النسيان بل أن جيلا لا يذكر ماهي سوني
وعلى نفس النمط تراجعت شركات مثل نوكيا حين ركزت على الجهاز وتناست الخدمات فكانت بلاكبيري تبتلع السوق شيئا فشيئا ومعها أجهزة الآيفون حتى أضحت نوكيا غريبة بين عشية وضحاها والغريب في الأمر أن الشركات التي قدمت الحلول المتقدمة للأجهزة الكفيه نامت ونامت وذهبت في إتجاه وتوجه الصناعة في إتجاه وأعني هنا الأجهزة الكفيه أو المساعدات الشخصية PDAs وأقصد هنا شركات أجهزة الحاسب مثل كومباك وديل وباكارد بيل ففي ذلك الوقت كانت جميع المؤشرات تقول أن دمج عدة مهام في جهاز واحد له خصائص الأجهزة الكفيه ويكون الإتصال أحد مقوماته هو حاجة قادمة مما أضاف خدمات أخرى عديده كالكاميرا وووو العديد من الخدمات في جهاز واحد.
أنا أقدم مثال الإتصالات لأن الجميع عاشه خلال سنوات محدودة ولك عزيزي زائر المدونة أن تقول لي ما تتوقعه خلال العشرين عاما القادمه وكنت تعرضت لبعض النماذج في مدونتي وأعتقد في موضوع إستضافة قطر لكأس العالم عام 2022 ومنها
- سيكون تشغيل شبكات الجوال من خلال مشغل عالمي ويكون العالم شبكة واحدة أو أكثر بمعني أنا هنا وذاك في الأرجنتين واليابان وكل دولة تحت مشغل واحد وقد يكون اكثر يعني نختار بين خمسة أو عشرة مشغلين وتكون الشبكة محلية عالمية.
- ستختلف معايير الإتصال وتكون مبنية على شبكات إفتراضية للإنترنت المتطوره أو جيل مختلف من الإنترنت تكون فيه سعات الإتصال مبنية على التيرا بايت لتدعم البث والتواصل الثلاثي الأبعاد.
- ستكون أجهزة العرض مثل البروجكترات مبنية على العرض الثلاثي الأبعاد بالكامل لتلغي أجهزة التلفزيون وأجهزة البلازما لأنها ليست بحاجة إلا إلى مسطح من الزجاج ويعرض بالمساحة التي يريدها المشاهد ومنها مثلا كرة القدم فسيكون هنالك مثلا بثا في ملعب الملك فهد بالرياض أو الصالة هذه أو تلك بالحجم الطبيعي أو مصغرا وكأنه داخل الملعب في قطر بكل مقومات الملعب
وهنا ليست المشكلة بل أنها متعة إلا أن المصيبة قادمة قادمة في خدمات عرض الأزياء وخطوط الصداقة حيث ستعرض أنثى ما أو رجل ما مفاتنه أو مفاتنها وكل تحركاتها ورقصها وغنجها ووووو ... وهذه بالمناسبة ليست إفتراضات أو نظريات : إنها حقيقة قائمة وبدأ تقديمها منذ مدة ولكنها لم تصل إلى السعر الإقتصادي المقبول أو وصولها للمستهلك العام.
- خدمات مثل جووجل وخرائطه وكاميراته ستكون بثا مباشر ( فيديو ) على مدار الساعة حول العالم.
- المنازل والمكاتب الذكيه من حيث نظم المراقبة والمتابعه والتواصل بين المواقع المختلفة
وهنا حين أقود مثل هذه النماذج بحثت عن نماذج نستمتع بسماعها وقبولها ( وفي الغالب لدينا عدم القبول كمنع الجوالات التي تحمل كاميرا في أول ظهورها بالمملكة )
وفي نفس الوقت لابد أن ننظر إلى توجهات في مجالات أخرى وصناعات أخرى فالمخابز والمطاعم ستختلف ومنها تطور الأغذية المجمدة وبدء قبولها حاليا وفي المستقبل سيكون الإعتماد عليها كليا
وستختفي المخابز التقليدية التي لا نعرف عن كمية المسامير والمعادن فيها إلا بعد بلعها وشكل الأسواق والبقالات الصغيرة
خدمات البنوك وكيفية تقديمها الخدمة وتوافرها في كل ( زنجة )
تطور السلوكيات في البيع والشراء والتعامل
هذه الطريقة التي أسقطت مثلا عبر الإنترنت شركات ثقافية تاريخية في أمريكا وهي دور كتب بارنز أند نوبل وهيمنة أمازون على سوق العالم وليس أمريكا فقط
هي نفس الأساليب لخدمات ومنتجات غير مرئيه كشبكات التواصل الإجتماعي
كيف أن يصنع مراهق ما إستثمارات تفوق الخمسون مليار دولار من جهازه الخاص ومجموعة من زملائه المؤمنين بفكره مالم ولن تصنعه سابك بكل ثقلها سوى التحكم في بيع منتجاتها في السوق المحلي برسوم أعلى مما تبيع به عالميا
كتبت في أحد مقالاتي ولست أذكره في هذه المدونة عن أهم العناصر التي نؤثر فيها كعرب بالعالم سوى النفط ولولا الله وكرمه علينا بالنفط لما عرف العالم عنا وكنا أشبه بأسوأ الدول الأفريقية
طبعا هذا التقييم لا يشمل نور الهدى ومعلم البشرية سيدنا وحبيبنا رسول الله فهبة الله لهذه الأرض بأنها مهد الإسلام ووجود الحرمين هو منارة على مدى التاريخ إلا أني تعرضت فقط للنواحي الإقتصادية والإجتماعية والسياسية طبعا سواء في هذا المقال أو ما سبق أو ما سيأتي.
طالما أن مراكز الأبحاث معطلة فلا تتوقعوا الكثير
طالما أن العلماء لا مكان لهم لا تتوقعوا الكثير
فغدنا ومستقبلنا ومستقبل إقتصادنا وأبناءنا وقبله أوطاننا ستكون بيد الآخرين وسنبقى في قاع القاع كأسوأ المستخدمين.
ولكي أكون منتجا
وأكون متفائلا
وأقدم الحلول
كل منا علينا أن يفكر ما سيكون عليه مجال عمله ويبحث ويبحث ويفكر
عليه أن يقرأ الغد وبعد الغد
صدقوني ستتغير الأحوال ونتقدم خطوة إضافيه
سنتغير للأفضل
لنستحق الوطن
نحن لن نبحث عن وطن أفضل
بل أن الوطن يبحث عن من هم أفضل منا
إليك أخي فهد أهدي ما أكتب حماك الله وعودا حميدا
عبدالعزيز الأحمدي
مدونة كتابات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق