تقول آخر الأنباء أن القس تيري جونز لازال مصرا على رأيه وأنه إشترط عدم إقامة مسجد نيويورك وأنه قدم مهلة لهم ( لإمام مسجد نيويورك ) وأثناء كتابة هذا المقال وجدت الأنباء متضاربة حول عزمه أو تخليه
لنكون منصفين إستمعت إلى لقاءات في سي إن إن وكلها تستهجن عمله ولا تتقبله بالعكس وجدت سي إن إن تستغرب تصرفات القس المذكور ولا أبالغ أنها وصلت لحد السخرية منه.
وإن إفترضنا وأحرق القسيس القرآن ، فالقرآن يحفظه الله من جونز وغيره يقول تعالي " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" {الحجر/9}
وحفظ القرآن لا علاقة له إن أحرق المصاحف أو لم يحرقها وكون أن جونز يريد بذلك كيد المسلمين وإيذاء مشاعرهم وربط الموضوع بمسجد نيو يورك ، فأرجو الله أن لايفعل جونز ذلك ليس لأجل القرآن فالقرآن أكبر من جونز وأمريكا إلا أني أرجو ألا يفعل ذلك حتى لا يحتفل مليار ونصف المليار مسلم بإحراق أمريكا، فحين يحرق جوزنز القرآن سيقول للعالم الإسلامي إكرهوا أمريكا أكثر وأكثر أحرقوا كل ما ترونه من أمريكا ، وهذا ما لا يريده أي شخص على وجه الأرض بإستثناء القس نفسه وأعتقد أن على الأمريكيين حماية أمريكا من مثل هؤلاء الحمقى ، فنحن لازلنا نعيش تبعيات الحادي عشر من سبتمبر ولا زلنا نعيش توريط بوش للأمريكيين في حربي العراق وأفغانستان وبالمناسبة أجد أن العامل المشترك بين بوش الإبن وجونز القسيس هو الغباء المطلق، فتصرفاتهم أساءت للأمريكيين وأمريكا قبل غيرهم لأن العراق لن يزول وأفغانستان لن تزول سواء إحتلهما الإمريكان أو لم يحتلوها وهكذا يقول تاريخ الأمم.
وعلى أي حال على أمريكا حماية نفسها من الداخل وليس من الخارج فجاهل مثل جونز يثير مليارا ونصف مسلم متواجدون في كل بقعة في العالم وعامة الناس لا يفرق بين جونز وحكومته كما لن يفرق الأمريكيين بين بن لادن وإمام مسجد نيويورك ، وأنا أقول أيضا لإمام مسجد نيويورك أن الحكمة تدعو إلى العدول عن مشروعه وإقامة المسجد في أي مكان آخر لأن عامة الأمريكيين قد يرون فيها ( إمتهانا لهم ) فهم ليسو مسلمين وليس على علم بالإسلام وسماحته بغض الطرف عن جونز وحرق المصحف
ولأن القانون الأمريكي ( مطاط ) في ما يصح ولا يصح فقد أظهر الإعلام ( طبعا كافة وسائل الإعلام على مستوى العالم نقلته ) العبارات التي تدعو للعنصرية من خلال اللوحة التي دائما ما يقف أمامها القس جونز ولا أعلم أين القانون الأمريكي عنه.
أقول للمسلمين دعو الأمور تجري كما يريد جونز ، وأقول للأمريكيين أوقفوا أغبيائكم ، لأن الله حافظ لقرآنه ولا أعلم من سيحفظ أمريكا من غضب قد يمتد لمئات السنين ولا أبالغ في ذلك
فماذا يريد جونز؟ إذا كان هدفه إحياء مناسبة جديدة هي اليوم العالمي لحرق القرآن فإنه يهدف إلى إحراق أمريكا ليس يوما في العام ولكن على مدى الدهر
وللمسلمين أقول أيضا وذكرتها في المدونة في مقال آخر أن أمريكا ليست خيرا كلها ولا شرا كلها ، فلنخاطب الأمريكيين الأسوياء وللحق أقول كما قرأت أن شركة راك سبيس ( الأمريكيه ) قد حجبت موقع الكنيسه لأسباب تتعلق بالعنصرية الدينيه وإبنة جونز( الأمريكية أيضا ) طلبت من أبيها أن لا يفعل ذلك وأرجو من كافة المسلمين ألا يحرق جونز وأشباهه السماحة الإسلامية في قلوبهم ولا العداله ولا العقل وأسأل الله العلي العظيم أن يأخذ جونز وأشباهه أخذ عزيز مقتدر ، فاللهم تولهم اللهم تولهم اللهم تولهم.
هناك تعليق واحد:
عزيزي بو سعد
شكراً لتعريفي بمدونتك الجميلة، مواضيعك منوعة وشيقة
بالنسبة لحرق القرآن الكريم ففي رأيي بأن ردود فعل المسلمين في أنحاء العالم هي التي ستعطي الموضوع أهميته كما حدث من قبل مع الرسوم الدانمركية، أتمنى ،لو تم الحرق بالفعل، أتمنى من جميع المسلمين التعامل مع الحدث وكانه لم يحدث وذلك لكي لا يعطوا الفرصة لهذا القس بالوصول إلى هدفه بنشر الفتنه والدمار وزيادة العداوة بين الأديان المختلفة، وطبعاً أتفق معك بأن حرق القرآن لن يضر به فالمسلمون أنفسهم يقومون بالتخلص من نسخ الفرآن القديمة والمستهلكة بحرقها فما الضرر من ذلك لو قام هذا القس فعلاً بهذا العمل؟ هكذا يجب أن ننظر إلى الموضوع أي بالتجاهل التام لكي يمر حدثاً عادياً فأكثر ما أكره أن تُزهق أرواح سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة نتيجة لأعمال عنف كرد فعل على الحرق.
تحياتي
منى _ البحرين
إرسال تعليق