أتحدث هنا عن نظام الرهن العقاري في المملكة العربية السعودية والمنتظر العمل به خلال الأشهر القادمة ، كلنا يؤمن بضرورة إيجاد النظام وتطبيقه وهو ضرورة عاجلة ومطلوبة منذ سنوات والحمد لله أنه تم الإنتهاء منه.
المشكلة في العديد من الأنظمة لدينا في السعودية هي أحادية الإتجاه والأحادية هنا هي بإتجاه النفوذ أو الرأسمالية أو غيرها من التصنيفات والتي قد تختلف من نظام إلى آخر والثابت الوحيد هو أنها لا تصب في مصلحة المواطن.
الأمثلة كثيرة في حياتنا اليومية بدءا من وكالات السيارات والبنوك وغيرهم ، ففي حال قصر المواطن أو أخل بإلتزامه فكان الله في عونه، والسجن هو العقوبة الأبسط والتي تشمل التشريد والحجز وإيقاف الخدمات وغيرها، ولكن من حق البنوك أن تبلع كل أموال المواطنين دون رقيب أو حسيب
ومن حق شركات الإتصالات بقيادة شركة الإتصالات السعودية أن تسرق من تريد وبرعاية كريمة من هيئة الإتصالات
ومن حق شركات السيارات أن تفعل بك ما تريد ولا أحد : لا أحد يحاسبها إن أخطأت
ولو سألت أيا من السلطات المسؤولة على سبيل المثال هيئة الإتصالات أو التجارة أو مؤسسة النقد سيقولون لك تقدم بشكوى ، والشكوى هنا عليك أن تتحمل عواقبها ومن الممكن أن تمتد لسنوات وسنوات أما إن تأخرت كمواطن في الدفع فعليك وعلى بيتك وكافة تعاملاتك السلام فمن الممكن الحجر عليك حتى على الرضيع من أبنائك في إيقاف الخدمات.
وأنا هنا أحذر ليس من نظام الرهن العقاري بل ما ستفعله شركات التمويل وتأكدوا أنكم سترون من يقذف بالسكان إلى الشارع وبيع البيت بثمن بخس بمزايدة وهمية والمتبقى من المبلغ سيسجنون حتى النساء لأجله.
لماذا ؟
طبعا من حق أي صاحب مال أن يستعيد ماله طالما هو حق مشروع ومتفق عليه وواجب الأداء : لا جدال في ذلك حيث يكفل النظام والمحاكم والجهات التنفيذية ذلك وهذا منتهى العدل.
والمصيبة ليست هنا
المصيبة هي إن أخل البائع وأقصد مطور المباني ( الشركات العقارية ) إن أخلت بما إلتزمت به فما الحل ؟
الحل طبعا أن يلتزم المواطن بالأقساط وإلا سيسجن ومن حقه مقاضاة الشركة للخمسين سنة القادمة ولن يجد أي جدوى سوى توريث القضية لأحفاده.
والعقد بالمناسبة : عقد الرهن والبيع هو بين الممول وبين المشتري ( اللي هو المواطن ) والبنك أو الممول يقول لك أنك أنت من إختار البيت وهم سيشترونه لك ( طبعا البنوك لا تقوم بشراء المنزل إلا بعد توقيع العقد معك والدفعة الأولى والرهن ) وهذه طبعا طريقة ربوية تم أسلمتها أو الربا الإسلامي ؟ نعم الربا على طريقة بنوكنا الإسلامية
المهم تم تطبيق كل الشروط عليك ، فلو وجدت خللا في البيت أو الوحدة السكنية وأضطررت إلى سكن بديل ودفعت الإيجار وإستمرت المسألة لسنوات نتيجة عدم مسؤولية المطور العقاري فما الحل ؟
طبعا ستدفع الأقساط أو السجن.
وستدفع الإيجار للبيت البديل.
وسترهق نفسك وتغير حياتك لمقاضاة الشركة المطورة وطبعا معظم العقاريون أصحاب نفوذ ، وأنتم تعرفون النهاية.
وتخيلوا وأنا معكم مواطن إشترى شقة في عمارة سكنية وهو في الدور الثاني مثلا ونفس الشقة في الدور الثالث وهي التي فوقه مباشرة بها تسريب للمياه للشقة التي تحتها
فماذا ستفعلون ؟
طبعا لا يمكنكم السكوت.
وصاحب الشقة العلوية لا يريد صيانتها على حسابه.
والشركة المطورة باعت المبنى - العمارة - وأخلت مسؤوليتها.
فماذا ستفعلون ؟
ماذا إن تعطل الصرف الصحي في المبني؟
وتعطل أي نظام مشترك؟
ماذا لو تسبب أي خللل في إزهاق الأرواح ، من سيتحمل المسؤولية ؟
أتريدون عمارة أو مبنى به هذه الحالة : حسنا سأدلكم على أحدها ولن تتعبوا في إيجاد مئات الحالات.
فما الحل ؟
الحل بسيط جدا :
أحجزوا لعائلاتكم أرصفة محترمة حين تطردون
جهزوا أنفسكم إما الدفع وإما السجن.
وختاما : سجادة تصلون عليها وتدعون الله لتقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل.
سيحفظ نظام الرهن العقاري أموال البنوك والممولين.
وأتحدى كل من قاموا وطالبوا بالنظام ومن سيطبقه أن يقولوا لي أو لكم كيف سيحافظون على حقوق المواطن.
أحد الأبناء يسكن في عمارة والحمد لله إنه مستأجر وهذه نعمة كبيرة أنه لم يكن مالكا : العمارة تغرق في مياه الصرف الصحي ويوميا يزداد منسوب مياه الصرف الصحي في البدروم ومياه الصرف الصحي تداعب السمع مع مصعد العمارة وبحيرة يطل عليها السكان من بين جنبات السلالم
والملكية مشتركة ولا أحد يريد الدفع للصيانة وقد تسمعون عنها حريقا أو وفيات لا سمح الله او أمراض حمى الله من فيها وحماكم.
الحل طيعا هو إن تنتقل من هذه العمارة طالما أنت مستأجر وأن يعوضك الله عن إيجارك وإن كنت مالكا لا سمح الله فكان الله في عونك لن تستطيع أن تنتقل ولا أن تبيع ولا أن توقف وقف الأقساط.
اللهم وفق كل أصحاب العقار الذين رفعوا أسعار العقارات حتى لا نتملك ونتورط .
اللهم وفق كل المسؤولين خلال الثلاثين سنة الماضية والذين حرمونا من التملك حتى لا نتورط.
اللهم وفق من كان سببا في إنتظارنا عشرين عاما لنحصل على القرض العقاري.
اللهم أكرمنا وأبنائنا بأرصفة تليق بنا ووسع اللهم أرصفتنا.
اللهم لا تضيق على أصحاب القصور والأراضي البور.
اللهم وسع مخططاتهم وأرفع أسعارها.
اللهم يسر دخلنا ومرتباتنا لأصحاب العقار.
تخيلوا شجع أحد المواطنين وجد شقة بثلاثة وثلاثين ألف ريال وماهي عاجبته لإنها ثلاث غرف وصالة ( غرفة نوم + مجلس + غرفة طعام + صالة - ماشاء الله حوالي 100 متر مربع - الشقة كلها مئة متر وليس الصالة ) والأخ يريد أربعة غرف وصالة : شوفوا الطمع بالله وفشخرة المواطنين كيف ، حتى ماهو قادر يدفع مليون ونصف ولا مليونين ريال يشترى بيت ،شوفوا بالله المواطنين كيف ، تخيلوا ما هو قادر يدبر مليونين ريال ؟
عبدالعزيز الأحمدي
مدونة كتابات