الخميس، مارس 03، 2011

طفرة الأطفال في أمريكا Baby boom

بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا من العام 1946 وما بعده من سنوات وحتى نهاية الخمسينات لاحظ الأمريكيون التزايد الكبير في مواليد الأطفال وأن النسب السنوية في إرتفاع شديد يتعدى المعدلات السنوية السابقة على الرغم من تقديرهم لسنوات الحربين وما قبلها وأثناء الحرب، وقصة طفرة الأطفال هذه شيقة جدا وبحاجة إلى ألاف المقالات بكافة جوانب هذه ( الطفرة الأطفاليه ) وأعيد أن المقصود بها زيادة عدد المواليد ولا أعلم أن كنت أترجمها ( طفرة المواليد ) وقد تكون هذه أدق بالمعنى.
وهنا أتعرض لناحية من نواحي طفرة المواليد هذه وهي كيف ترجم ألأميركيون هذه الطفرة وهذا النمو الغير متوقع إلى أرقام يقول عنها الكثير أنها أحد أسباب التطور والنمو لأمريكا بعد الحرب العالمية الثانية.
والمقصود هنا كيف إستفادت الحكومة من هذه الظاهرة وحللت أرقامها وقامت بالتخطيط الشامل لمجتمعها كذلك فعلت الشركات، والبحث في مسألة طفرة المواليد هذه كبيرة بالمناسبة ومكانها أروقة الجامعات لأني بكل صدق تعبت حتى من محاولة فهم وتعامل الأمريكين مع هذه الطفرة.
ولتبسيط المسألة لنا جميعا وأقود هنا بعض الأمثلة للتقريب وهذه الأمثلة هي واقع أمريكي إلا أني صغته بما يتناسب وبساطة مدونتي وأترك لك قارئي الكريم زيادة البحث إن كنت ذا إهتمام في هذا الموضوع.
فحين وصلت أرقام المواليد ما يقارب الثلاثة ملايين سنويا أخذ الأميركيون تحليل إحتياجات هذا الجيل خلال بلوغهم العام الأول وإحتياجاتهم وكذلك عامهم الثاني وهكذا حتى إنهائهم المرحلة الجامعية 
فتم التخطيط وقيام منتجات الرضع وملابسهم وأدواتهم في البيت وهكذا تطور طلباتهم من ألعاب وعلاج إضافة إلى متطلباتهم التعليمية بدءا من التمهيدي وحتى إنهائهم الجامعة وبحثهم عن أعمال أو خلق فرص العمل لهم أو المواصلات أو السكن وهكذا
طبيعة الحال تم دراسة جميع الإحتياجات ومنها التعليم كا ذكرنا والصحة والسكن والمواصلات ووووو كل التفاصيل الدقيقة.
أعتقد أن رسالتي وصلت زائري العزيز في حسن التخطيط من قبل الأميركيين بل أن هذا الجيل كان محل متابعة وللعلم فقط فإن كلا من الرئيسين الأمريكين بيل كلينتون وسيئ الذكر جورج بوش الإبن ( وكان الله في عوننا لو ظهر لأبنائنا جورج بوش الحفيد ) هما من مواليد تلك الفترة أو أبناء طفرة المواليد 
التخطيط التخطيط التخطيط
هي تلك العصى التي بإمكانها تغيير حياتنا في المجتمع العربي والتي يقول لسان الحال أنا نفتقدها بل أن كافة الإحصاءات والتحليل والأرقام ومنها التعداد السكاني والذي تبذل فيه كل دولة الكثير ومنها المملكة العربية السعودية ليس لها أي قيمة والإستفادة من هذه الأرقام محدود جدا بل أجزم أننا ( مشخصين ) ومبسوطين كوننا في المراكز المتقدمة عالميا من حيث المواليد وعلى نفس النمط فوجئت بأن نسبة الإعاقة لدينا تقارب 1% حسب إحصاءات 2004 ( كافة الإعاقات ) وبالتحديد .008% ولا زلت أبحث ( أقوم ببحث حاليا ) عن توافر كافة الخدمات للمعاقين من علاج وتأهيل وتعليم ، المهم هنا وهو سؤالي وجوهر مقالي مدى جدية وزارات التخطيط والحكومات بشكل عام في بناء أهدافها من خلال ألارقام.
طبعا وللأسف فإن واقعنا العربي يقول غير ذلك وأن التخطيط في واد ونحن في واد أخر على الرغم من تشدق معظم المسؤولين العرب بتخطيطهم ووووو وكافة العبارات التي نسمعها وينطبق عليها لمثل القائل ( أشوف كلامك أصدقك أشوف عمايلك أستعجب ) وكنت من باب التندر والفكاهة ذكرت في مقال سابق حول نظرية الفوضى طالما أن ما نعيشه الآن هو نتيجة تخطيط مسؤلينا العرب فلماذا لا نلغي التخطيط ونترك الأمور في فوضى  لأن الناتج لن يكون مختلفا.
كنت أريد أن أكتب عن موضوع طفرة المواليد الأمريكيين منذ مدة ولكن لم أجد الفرصة ولعل ما دعاني في هذه الأيام هو الزلزال السياسي ( حسب تعبير الإسرائليين ) في المنطقة العربية ففي الوقت الذي نرى فيه تردي الأوضاع الإقتصادية والخدمية ومتطلبات الحياة نسمع بالأرقام التي تم تجميدها في أوروبا وأمريكا لهذا الرئيس أو ذاك كذلك أغاضني وبشدة تصريح لمغنية كندية إسمها Nilly Furtado  قالت فيه أنها ستتنازل من خلال التبرع عن مليون دولار كانت تلقتها من عائلة القذافي لغنائها لهم في حفل خاص في إيطاليا لمدة 45 دقيقة.
ومما أنا متأكد منه أن هذه الفنانة ليست الوحيدة ولا الأولى ولا الأخيره فأموال الشعوب رهن المغنيات وغير المغنيات وعلى المواطن العربي أن يحرق نفسه كما فعل البوعزيزي رحمه الله وعفا عنه ليقول لنا أنه مواطن عربي بحاجة إلى لقمة عيش أماالمغنيات فنقبل أقدامهن ونقدم لهم دماء الشعوب وأموالهم قربى لهن.
المهم وعودة إلى التخطيط ماذا كانت ستفعل كل هذه المليارات لتنمية شعوبنا والتخطيط لحياة كريمة لهم وللتندر أيضا فإن بعض الزعماء العرب نتيجة سوء تخطيطهم لم يخططوا ماذا سيفعلون إن خرجوا من السلطة وإنقلبت عليهم شعوبهم ( باللهجة الحجازية إذا دحدروا )  كما يحصل الآن وبالفعل بعضهم في ورطة لم يخطط لها وبالتالي عرف معنى التخطيط متأخرا جدا.
الحلول والمبادرات العربية هي دائما رد فعل لا فعل تم التخطيط له، هكذا نتعامل مع كافة الحلول التي نقدمها 
أما الحال المستقبلي فأرى أن الوقت متأخر جدا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأنه وخلال الأعوام القادمة بالكاد نصلح سوء تخطيطنا الماضي ولن يتسنى لنا الوقت لتخطيط المستقبل.
وسلامتكم 
عبدالعزيز الأحمدي 
مدونة كتابات 
اللهم كن مع أهلينا في ليبيا وإرفع اللهم الأذى عنهم وتول من أراد بهم سوءا وسفك دمائهم، اللهم إشملهم بأمنك ولا تتركهم بين يدي من لا يخافك يارب.
اللهم أعنهم على خير أرضهم وطهرها من كل طاغية
اللهم هذا دعائنا وعليك الإجابة يارب 



ليست هناك تعليقات: