الأحد، نوفمبر 07، 2010

ملابس داخليه نسائيه

جدتي رحمها الله تعالى توفيت منذ سنوات وكانت قد ناهزت المئة عام ومما يميز جدتي رحمها الله أنها من أوائل سيدات الأعمال على مستوى المملكه ولا أبالغ إن قلت على مستوى الخليج 
كما يقال ( كانت أرملة مقطوعة من شجره ) تخلى عنها القريب قبل البعيد أخذت بناتها الثلاث  تحت جناحها ومنهم والدتي رحمهم الله جميعا وموتى المسلمين، وأخذت لنفسها موقعا قريبا من الحرم النبوي على ساكنه الصلاة والسلام، في سوق المدينة الرئيس وهو باب المصري، كانت تأخذ من بدونا صناعاتهم اليدويه المصنوعة من سعف النخيل، والبيض وغيرها مما كان يطلب في ذاك الوقت، ولم تك جدتي تحمل تصريحا من التجاره ولا من العمل والعمال ولم تك بحاجة إلى مفتي أو مشرع أو مفكر ليقول لها تعمل أو لا تعمل.
سدت حاجتها وقامت بواجبها نحو بناتها ، بنت لنفسها وبناتها بيتا لم شمل العائله وعاش فيه أزواج بناتها وأحفادها، وجدتي كانت ملتزمه يعني إنها لم تك متحرره وغير مستهدفة من الغرب، ولم تأتنا من أمريكا ولا من السربون ، كانت صوامة قوامه ولا نزكي أحد على الله ومع ذلك كانت تعمل بنفسها بحشمتها وثوبها البدوي.
ولما بدأنا ( بالتطور ) منعنا عمل المرأة وأخذنا بتشجيع الوافدين ( التقاة المحتشمين ) وغير الوافدين وشجعناهم لبيع الملابس الداخليه النسائيه ليناقش ( بكل تقوى وكل حياء ) عن الموديل واللون والمناسبة التي ستلبس فيها هذي الملابس، وطبعا يتم ذلك من وراء حجاب تقوى وحياءا، كذلك تقديم النصح في ما يجب لبسه ومالا يجب لبسه وماهو اللون المناسب لكل بشره مع الأخذ بالإعتبار الفراسة ( العربيه والهنديه وغيرها ) في تحديد المقاس المناسب وطبعا يتم ذلك أيضا من وراء حجاب بأسلوب إطاره الحياء المطلق من قبل البائع 
وفي الجانب الآخر ، لا بد من زملائهم في ادوات التجميل أن ينظر إلى لون البشره لتحديد أفضل أنواع الميك آب ومنها أحمر الشفاه والأساس والظل وأن هذا مناسب لهذي البشره أو تلك وطبعا يتم ذلك أيضا من وراء حجاب وبكل تقوى 
وطبعا هذا الأمر لن يرضى أصحاب الفضيلة علمائنا 
ولا حكامنا
ولا منسوبي هيئة الأمر بالمعروف
ولا المسؤولين 
ولا يرض جدتي
ومع ذلك هنالك من يقول لا للتغير 
هناك من يضطهد مشروع تأنيث مثل هذه الخدمات بإسم النظام وبإسم المصالح وبإسم الدين 
فإما أن أصحاب رأي ترك الحال كما هو مع البائعين التقاة الورعين على حق وما نطلبه في التأنيث هو فساد ومنكر ودعاره وأن الأصل في النظام والتنظيم هو بيع مستلزمات المرأة من قبل ( هؤلاء التقاة الورعين المنتشرين في أسواقنا ) .
من هم المفسدين؟ أهم أولئك الدعاة والمفكرين الإسلاميين  المنادين بترك الحال على ماهو عليه بمباركة التجارة والبلديات أم أنا نحن المفسدون ؟
وصحيح إن ( الكفار ) في الشرق والغرب ما يستحون، متخيلين إن عند هؤلاء ( الكفار ) النساء يبعن للنساء ملابسهن الداخليه؟
أنا أجزم أن علينا تطوير ما لايقل عن مليون عيادة نفسيه تساعدنا على علاج هذا الإنفصام الخلقي والفكري والإجتماعي 
وقد يعتقد البعض أن هذا الإنفصام حديث علي مجتمعنا وعلى فكرنا وأقول لا إنه قديم جدا ولعلي أذكر لكم أن عورة المرأة لا تظهر في إعلامنا ( المفروض يعني ) وتخيلوا لو ظهرت إمرأة بشكل أسبوعي على قنواتنا التلفزيونيه السعوديه ، تخيلوا كيف ستقوم الدنيا ولن تقعد ، أما أن يظهر المصارعون منذ عشرات السنين بالمايوه وأجسادهم تسر ( الناظرات ) وفي المقابل ترى ( بعلها ) تلفان العافيه ويمشي ويطيح ، الشاهد أنا كرجال نفتتن بالمرأة في المايوه أما نسائنا فإنهن بعيدات عن الفتنه حتى لو عرضنا لهم رجال عراة.
أرأيتم الإنفصام؟
أرفق نصا نشرته جريدة الرياض عن فتوى سابقه في ما يخص عمل المرأة ورحم الله جدتي ما كانت عامله حساب لأحد وإن أتاها مندوب من التجاره أو البلديه أو الأمن قالت له أمسك الباب ودحدر
وسلامتكم 
_______________

إستقصت «الرياض» تاريخ الفتاوى لعلماء أجلاء في ما يخص المرأة ، على أثر نشر الفتوى التي اعترضت على عملها في وظيفة «كاشير»، ليتبين وجود فتاوى سابقة لم تحرم مهنة البيع للمرأة في سوق يعمل فيها الرجال والنساء.
وتنشر "الرياض" في ما يلي نص فتوى تعود إلى عشرات السنين للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء صادرة برأي فقهاء لهم مكانتهم الكبيرة، وهي نموذج لمواقف شرعية تذكرنا منذ زمن بعيد بتواجد المرأة في مواقع البيع والشراء. وطبعاً حسب ظروف وامكانيات زمننا القديم.
الفتوى:
"سئل أعضاء اللجنة عما يلي: عندي زوجة وترغب أن تزاول البيع والشراء يوم الخميس في سوق يجمع الرجال والنساء، وهي محتشمة فهل يجوز لها ذلك؟
فأجابوا: «يجوز لها أن تذهب إلى السوق لتبيع وتشتري إذا كانت في حاجة إلى ذلك، وكانت ساترة لجميع بدنها بملابس لا تحدد أعضاءها ولم تختلط بالرجال اختلاط ريبة، وإن لم تكن في حاجة إلى ذلك البيع والشراء فالخير لها أن تترك ذلك». انتهى.
من فتاوى اللجنة الدائمة ١٣/١٧.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبدالله بن قعود - عضواً
عبدالله بن غديان - عضواً
عبدالرزاق عفيفي - نائب رئيس اللجنة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - الرئيس


ليست هناك تعليقات: