الاثنين، ديسمبر 26، 2011

وزارة الداخليه السعودية 1/2

تحدثت سابقا في مقال عن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز مع حفظ الألقاب لسموه وعن إدارته لوزارة الداخليه والواقع أني تعرضت بشكل أكبر لطريقة إدارته الوزارة وتحمل أعبائها أما اليوم فلعلي أكتب عن الوزارة ونجاحاتها وهذا لايعني ولا ينفى عدم وجود أخطاء مهما إختلفت تسمياتها
صفقنا كثيرا ولا زلنا للمبادرة القطرية لإستضافة كأس العالم وأنا أول هؤلاء سواء من حيث الإستعداد أو الإستراتيجيه، ولكنا لم نصفق كثيرا لعشرات الآلاف من أبناء وزارة الداخليه  السعودية في كافة قطاعاتها من خلال نجاح سنوي لإدارة أكثر من مليوني حاج خلال فترة وجيزه 
وكان العام الماضي شهد ما يقارب 3 مليون حاج 
وهي قصة نجاح سنوية من فضل الله على هذا الوطن وأبنائه إلا أن البعض يبحث عن أي سقطة يشوه بها كل ما يقدمه أبناء الوطن في الداخليه 
ولأن القاعدة الفلسفية تقول يستدل على المؤثر بالأثر ، فلا بد لنا أن ندرك أن وراء هذا النجاح من بعد توفيق الله عناصر عديدة ومنها:
- ثقافة عمل منسوبي الداخلية من كون مهامهم مجرد وظيفة إلى أنها واجب الأصل فيه تنفيذه بشكل تام وكامل وهم بالمناسبة يستمتعون بعملهم وللعلم فقط يجهل البعض أن معظم العاملين خلال فترة الحج في الداخلية تصل ساعات عملهم إلى ما يقارب 18 ساعة يوميا وهذه ليست حالة طارئة إنما هي عرف منذ عشرات السنين 
- فكر الوزارة يترجم من خلال قيادي الداخليه من مدراء ووكلاء وكافة القياديين وبالتالي تجد التجانس والوحدوية في أدائهم وحسن التخطيط والتنفيذ 
- توفير كافة المقومات اللوجستيه لإنجاح المهمام 
وأخيرا لن أتحدث عن قيادة الداخلية ممثلة بسمو وزيرها ولي العهد 
والداخلية أيضا حققت نجاح لا أقول أنه باهر بل إنه متميز من خلال مركز المعلومات الوطني بفريق عمله وفكرهم وعملهم بصمت بعيدا عن البربرة فأبحثوا في الإعلام عن عدد التصاريح خلال العام 2011 ستجدونها محدودة  وأنظروا كم تصريحا وكم لقاء تلفزيوني وأفلام كرتون لبعض صغار المسؤولين لتدشين خدمة البيجر والإيميل 
وبالمناسبة تجربة مركز المعلومات الوطني في التقنيه والحكومة الإلكترونيه قوية ومن العيار المهني الثقيل ونجاح المركز يستحق أن يكون نموذجا لكافة القطاعات ولو كان القرار قراري لقمت بتحويل كافة مبادرات الحكومة الإلكترونية في كافة القطاعات إلى المركز بدلا من الإجتهادات التي لن تقودنا إلى شئ.
والداخلية خلال السنوات الماضية وأقصد بها الستون أو الخمسون الماضية تعرضت إلى مؤثرات كبيره فالمتغيرات الإجتماعية والتغيير الديموجرافي في المملكة فرضا ضغوطا هائلة من حيث الخلل الأمني أو بالأصح معدل الجريمة وكيفيتها  وكيفية التعامل من ثقافات مختلفة وما ينتج من تزاوج هذه الثقافات على أرض المملكة فالجريمة في المملكة ليست فقط مرتفعة أو منخفضة من الناحية الإحصائية إلا أن ما أقوله هو نوعية هذه الجرائم ومنها  مثلا على سبيل المثال ثلاث نقاط رئيسية وهي
- المخدرات وآخرها البيان الذي نشر الأسبوع الماضي والنجاح الذي تحققه الداخليه 
- المتخلفين عن الحج والعمرة وما ينتج عن المخالفات 
- البطالة بين السعوديين والوافدين وناتجها 
ولن أتحدث عن ضغوطات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر أو التطرف والإرهاب بدءا من حادثة الحرم 
ومع ذلك فإن معظم ما نتداوله ويتداوله الإعلام هو الهفوات التي تنتج من وقت لآخر سواء تصريح من مسؤول خانه التعبير كمدير شرطة مثلا أو جندي أثناء تحريره مخالفة سير 
ولأن جهاز الداخليه في معظم مهامه جهاز تنفيذي فإن كل ما يصدر هو تحت مسؤوليتهم مما يحملهم كل تنظيم أو حكم أو تشريع أو عقوبة 
وبقدر هذه المهام والنجاح الذي تحققه الداخلية أجد نفسي مجبرا على القول أن الداخلية بحاجة إلى ميزانية مفتوحة بكل ما تعنيه الكلمة لتحقيق أهدافها والتخطيط للخمسين عاما القادمة 
فمن الغريب أنا جميعا نثني مثلا على الميزانية التي خصصتها دولة قطر لكأس العالم وفي المقابل نجد أن أقسام الشرط كل سنة ولا سنتين في مبنى مستأجر وكذلك السجون مكتضة جدا وقد تفتقد إلى المقومات الأساسيه كما أن منسوبي الأمن العام في العمل الميداني بحاجة أكثر إلى بدلات تعوض عنهم لهيب الصيف وقسوة الشتاء كما أن الداخليه بجهاز الأمن العام بحاجة إلى الاف القوى البشرية وأبنائنا عاطلون عن العمل 
ألا تستحق الداخلية دفعة إضافية بعشرين أو ثلاثين مليارا خلال الثلاث سنوات القادمة للمشاريع التطويريه ؟
ألا يستحق هذا الفريق الذي يقود ثلاثة ملايين زائر ( حاج ) هذه المليارات ؟
ألا يستحق هذا الفريق الذي يقود أكثر من عشرة ملايين زائر ومعتمر هذه المليارات 
المسألة ليست مجاملة أو نفاقا وأنا بالمناسبة ما أحب ( العسكر ) إلا أن الحب شئ وتقدير ما يقدمونه شئ آخر 
تأكدوا لو أن الداخلية عانت أو تعاني من سوء إدارة لكنا صومالا آخر نتيجة تركيبتنا السكانية ونتيجة سوء إدارة وزارات آخرى وعلى رأسها وزارة العمل 
ويعلم الله أني أول المطالبين بإلغاء وزارة العمل وتسليم كافة مهامها إلى الداخليه مع تقديري لأشخاص كل من فيها 
وأخيرا وقبل وبعد كل شئ أعيدها ألاف المرات أن على الوزارة الكثير من الملاحظات وجوانب القصور وإذا ما أردنا أن نكتب المجلدات عن أخطائها ونحتل الفضائيات والوقت لأخطائها أقترح وبشكل بسيط جدا ولو في سطرين أن ننظر إلى مهامها 
هذه رسالة لا أهديها إلى سمو وزير الداخلية ومساعديه ونوابه 
ولا إلى قيادات الأمن العام 
أهديها إلى كل جندي أراه هنا وهناك 
أهديها إلى كل أطفال من من أستشهد من أبناء الداخلية رحمهم الله 
إلى كل من أسقى حاجا أو معتمرا 
إلى كل من حمل مصابا
إلى كل عين ساهرة لأمن الوطن 
أختم مقالي أن أسأل الله أن يجعل أعينكم أحد عينين لا تمسهما النار 
اللهم هؤلاء أهل وطني قوامون عليه 
اللهم فألهمهم السير بالحسنى وأخذ الحق بالحق 
اللهم أرشدهم لكل مافيه خير لدينهم ولأهليهم ولوطنهم 
اللهم تول من أراد المساس بأمن الوطن وترابه 
اللهم أقرنا في بيوتنا آمنين بفضلك ورعايتك
اللهم أني أشهدك أني ما كتبت طمعا ولا خوفا 
إنما هي رسالة ود وعرفان لأخوتي فيك 

عبدالعزيز الأحمدي 
مدونة كتابات 


ليست هناك تعليقات: