الاثنين، مارس 28، 2011

حين يكون العكاز عنوان الإصرار

لم تترك لي أحد بناتي من زوار مدونتي مساحة واحدة أكتب فيها،  الأمل والتفاؤل والطموح والرضى والعزيمة والإصرار، علمتني في كلماتها الصغيرة ما لم أتعلمه في حياتي وقد بلغت من العمر ما شابت منه الذوائب، وفي نفس الوقت غرست أمامي ألاف الأسئلة في الإنسانية والحياة والعمل والإدارة والقضاء والقدر وكل المفردات التي تخطر في بالكم أو لم تخطر ومنها:
كيف نتجاهل هذه الشريحة من مجتمعنا؟
أينبغي علينا عزلهم في جزيرة ما؟
أعلينا أن نزيد صعوباتهم وتعقيداتهم تعقيدات أكثر؟
كيف يتم التعامل معهم؟
أنكتفي باللوعة والأسى لهم وفي نفس الوقت ننتظر أن يمتد بصرنا بعيدا عنهم؟
كيف نفهم أنفسنا أولا وقبل المجتمع بأن لكل حقوقه؟
كيف نفهم هذا المجتمع أن لكل فئة حقوقها؟
هل من المعقول أن نفرق بيننا وبينهم ونجعلهم فئة كما صنعنا مئة ألف فئة في مجتمعنا؟
في الوقت الذي يتشدق فيه البعض عن حقوق المرأة وهو أكبر مسقطيها ويتحدث الآخرون عن الحقوق السياسية أو العملية أو المساواة وغيرها وغيرها ونحن جميعا مسقطون لكل حقوق الإعاقة الحركية وأصحابها.
ترى كيف أجيب على هذه الأسئلة لو كنت معاقا حركيا؟
أو أن إبني أو إبنتي معاق حركيا؟
متى تمتد اللوحات الإرشادية والملصقات التي آذت بصرنا من كثرتها لتشير إلى رمز لخدمة معاق حركيا؟
متى أرى لوحة الكرسي المتحرك في كل مكان؟
في كل زاوية ( أو زنجة كما يقول الكولونيل القذافي) نرى المعارض أو مراكز الخدمات حكومية أو تجارية ونرى الفصل فيها بين منطقة خدمة النساء والرجال أو شباك النساء والرجال أو منطقة الرجال والنساء وهي متطلبات من قبل وزارة التجارة والبلديات وهيئة الأمر بالمعروف ولا نجد هيئة واحدة تقول لنا جبرا لابد من تهيئة كل ( زنجة ) بخدمات للمعاقين حركيا.
أشد ما آلمني مؤخرا هو إستغلال الإعاقة الحركية من قبل بعض المؤسسات للحصول على التأشيرات ( الفيز ) هل ترون أي إسفاف فكري وصلنا وأي وقاحة نعيش؟ 
أليس من المفروض إعطاء الأولوية في التوظيف للمعاقين حركيا؟
أنا لا أطالب هنا بالمناسبة بإعطائهم الأولوية ( عطفا ) عليهم بل لحقهوقهم أولا والأهم من ذلك هو تقديمهم رمزا لنا لتعليمنا كيف تكون الإنتاجية وكيف تكون العزيمة.
خلال عملي في أحد البنوك وتحديدا في الإدارة العامة لهذا البنك لم أشاهد خلال عام كامل قضيتها معاق واحد في المبني يعمل معنا.
هل توجد بطالة لدى المعاقين حركيا؟
من المسؤول عن تحديد مطالب المعاقين حركيا؟
أشاهدتم معاقا حركيا واحدا في مجتمعنا وزيرا أو مديرا عاما أو كبير المنصب؟
أتكون متطلبات الحركة للمعاقين حركيا متطلبات إختيارية في المباني والخدمات عامة؟
يا سادتي الوزراء:
ويا سادتي المدراء:
أنا أريد حقوقهم أريد حقوقهم أريد حقوقهم.
من هو المسؤول أولا عن صياغة حقوقهم؟ 
ألا يستحقون أسبوعا كاملا من المداولات في مجلس الشورى الموقر لتحديد حقوقهم وإصدار ميثاق حقوق المعاقين حركيا؟ ألا يستحقون لجنة دائمة لمراجعة حقوقهم؟
متى نؤمن أن كل المناشط الخاصة بالمعاقين حركيا هي متطلبات حقوقية رئيسة وليست تعاطفا إجتماعيا؟
الفوضى المرورية اليومية في جامعة الأميرة نوره في أيصال بناتنا وإنتظار خروجهم ( والناتجة عن فوضى منا وليست من الجامعة ) هذه الفوضي ترهقني فكيف لو كانت إبنتي معاقة حركيا، أؤكد لكم أنه لا سبيل لإيصالها إلا معاناة الأمرين سواء في الخروج أو الدخول أو شراء هليكابتر لإيصالها
أسوق ذلك فقط كمثال ولو أردتم ملايين الأمثلة لأوردت لكم.
ماذا سيفعل رب البيت لو كان لديه معاق حركيا ولا يستطيع إستئجار دور أرضى وتجهيزه؟
أيوجد في برنامج بنك التسليف الموقر ومديره العام الموقر جدا في أدبه وإرتقائه وشفافيته  الدكتور إبراهيم الحنيشل أي برنامج لتجهيز مساكن المعاقين؟
هل سيأمر معالي وزيرنا الموقر الدكتور شويش الضويحي وزير الإسكان  في إدراج مواصفات الإعاقة الحركية في كافة المشاريع السكنية القادمة؟
لماذا لا نقوم بتطوير كتاب أو تقرير كامل عن كافة متطلبات الإعاقة الحركية والمصاعب وتقديمها لكل وزير وكل مدير وأن يوقع على إستلامها ويتعهد بتقديم الحل في ما يخص وزارته أو إدارته؟
ألم أقل لك يا بنيتي صاحبة العكازة الجميلة أنك غرست ألاف الأسئلة؟
سأظل أسأل وأسأل وفي إنتظار الإجابة.
وأهدي مقالي هذا إلى عكازتك الجميلة يابنيتي
وهذا جهد المقل بحقك


عبدالعزيز الأحمدي
مدونة كتابات 







ليست هناك تعليقات: