الأحد، مارس 14، 2010

إستقطاب المعلنين على القنوات التلفزيونية

في يوم من الأيام كنت احادث ياهو وغيرها للإعلان على الإنترنت وكانت المسألة بصفتنا شركات من العالم الثالث فإن الميزانية كانت عاليه جدا وتتحدث عن لوحات قائمة تكلف الملايين ( Banners ) فكانت التكاليف أكبر بكثير من ميزانيات الشركات التي تستهدف الإعلان على ياهو ـ وبين يوم وليلة ظهرت جوجل لتغير المعايير وتطيح بفلسفة بطاقة الأسعار الإعلانية ( Rate Card ) وقالت لنا إذا كان لديك ثلاثون دولارا فقط تستطيع الإعلان معنا ونرحب بك.
أسوق هذا المثال نظرا لكثافة الفضائيات ومعاناة بعضها في إستقطاب المعلنين والأمثلة كثيره ولا أريد أن أذكر فضائية بذاتها على الرغم من نجاحات ساحقة حققتها هذه الفضائيات في جذب المشاهدين، فما هو الحل؟
الحل يكمن داخل كل فضائية وهرمها الإداري بالنظر إلى الإعلان كدخل وضرورة إعادة صياغة تقديمها لكيفية الإعلان وبالتالي لا بد من تقديم فلسفة جديدة بعيدا عن الآرقام الفلكية التي تقدم للمعلنين.
وهنا أسوق مثالا في أحد القنوات العربية الرسمية التي إفتتحت منذ أعوام حيث قدمت لهم بناءا على توجيهات أحد المسؤلين نموذجا لبرنامج يتحدث عن التقنية بشكل عام وفي ذلك الوقت كانت مثل هذه البرامج محدودة إن لم تك معدومه ولإضافة الحيوية إلى البرنامج رأيت أن يتم تقديم بعض الجوائز المباشرة للمشاهدين من خلال الرسائل المجانيه وفعلا تحدثت بما أتاني الله من علاقات محدودة إلى بعض الشركات وأبدت إستعدادها خطيا لتمويل البرنامج بجوائز وصلت في ذلك الوقت إلى من يقارب العشرة ألاف دولا في كل حلقة وهذا رقم جيد والمقابل كان تقديم بعض الإعلانات المحدودة لهم خلال البرنامج .
طبعا توقف البرنامج لسببين
الأول أن البعض لم يجد وسيلة فيه ( لحلب ) البرنامج لمنفعته الشخصية
الثاني كان الإعتراض على الإعلان للمساهمين في البرنامج حيث أنه لا بد أن يخضع الإعلان لبطافة الأسعار المعمول بها وتم تقديمها إلى وصعقت حين رأيت التكاليف
ولا أبالغ أن قلت لكم أنها قد تتجاوز قنوات أمريكية شهيرة إذا ما أخذنا المسألة نسبة وتناسب في حجم المشاهدة ، وطلبوا مني التعليق على ذلك فسألت بهدوء أليست القناة حديثة؟ أليست القناة بحاجة إلى برامج قوية مع الأخذ بالإعتبار أن الميزانية غير متوفرة قالو نعم ، فقلت لهم أن التكلفة المطلوبة من المعلنين تكفيه لإفتتاح قناة كاملة فما هو السبب الذي يجعل المعلن يدفع هذي الملايين.
بعد أشهر وعلى ما أذكر كان ذلك بين العامين 2003 و 2004 أسقطوا فكرة البرنامج وقدموا برنامج وثائقي تم إنتاجه في أمريكا أو بريطانيا وهنا لن أحدثكم عن تكلفته ولكن تم إنتاج ذلك البرنامج في نهاية الثمانينات والباقي عليكم وكل ما يتحدث عنه البرنامج أصبح من الماضي ولن أسأل وأنتم كذلك عن تكلفة ذلك البرنامج على القناة ومن هو المستفيد.
وعلى الرغم من مرور السنوات لو ذكرت لكم إسم هذه الفضائية لقررتم الإعلان في صحيفة مدرسية بدلا من الإعلان فيها ولا أبالغ إن قلت أنها معدومة الدخل الإعلاني، بإستثناء دخل المسابقات التي تعرضها من وقت لآخر ( من خلال الرسائل والإتصال المكلف والسؤال من نمط ماهو الحيوان الذي له خرطوم طويل وذيل قصير وأول أحرفه فاء وآخره اللام ).
الأعمال هي فلسفة وفكر وثقافة إذا ما أردنا أن نصل

ليست هناك تعليقات: